الجامع لاحكام القران
لابي عبد الله محمد بن احمد الانصاري القرطبي
الجزء السادس عشر
أعاد طبعه دار احياء التراث العربي بيروت - لبنان ١٤٠٥ هـ ١٩٨٥ م
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الشورى
مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر. وقال ابن عباس وقتادة: إلا أربع آيات منها أنزلت بالمدينة: " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " (١) [ الشورى: ٢٣ ] إلى آخرها. وهي ثلاث وخمسون آية.
قوله تعالى: حم (١) عسق (٢) كذلك يوحي إليك وإلى
الذين من قبلك الله
العزيز الحكيم (٣) له ما في السموات وما في الارض وهو العلي العظيم (٤)
قوله تعالى: " حم. عسق " قال عبد المؤمن: سألت الحسين بن الفضل: لم قطع " حم " من " عسق " ولم تقطع " كهيعص " و " المر " و " المص " ؟ فقال: لان " حم. عسق " بين سور أولها " حم " فجرت مجرى نظائرها قبلها وبعدها، فكأن " حم " مبتدأ و " عسق " خبره. ولانها عدت آيتين، وعدت أخواتها اللواتي كتبت جملة آية واحدة. وقيل: إن الحروف المعجمة كلها في معنى واحد، من حيث إنها أس البيان وقاعدة الكلام، ذكره الجرجاني. وكتبت " حم. عسق " منفصلا و " كهيعص " متصلا لانه قيل: حم، أي حم ما هو كائن، ففصلوا بين ما يقدر فيه فعل وبين ما لا يقدر. ثم لو فصل هذا ووصل ذا لجاز، حكاه القشيري. وفي قراءة ابن مسعود وابن عباس " حم. سق " قال ابن عباس: