رب ساعٍ فيما يضرّه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      شتان ما بين عملين: عمل تذهب لذته وتبقى تبعته، وعمل تذهب مؤونته ويبقى أجره. ( نهج البلاغة ٤: ٢٨)      من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر. ( نهج البلاغة ٤: ٤٧)      سل عن الرفيق قبل الطريق، وعن الجار قبل الدار: نهج البلاغة ٣: ٥٦)      من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذاك الأحمق بعينه. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )     
المكتبة > القرآن > تفسير القرآن > مجمع البيان في تفسير القرآن الصفحة

تفسير مجمع البيان
الشيخ الطبرسي
ج ٣
{ ٣ {
مجمع البيان في تفسير القرآن
تأليف أمين الاسلام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
من أعلام القرن السادس الهجري
حققه وعلق عليه لجنة من العلماء والمحققين الاخصائيين
قدم له الامام الاكبر السيد محسن الامين العاملي
الجزء الثالث
منشورات مؤسسة الاعلمي للمطبوعات بيروت - لبنان ص -: ٧١٢٠
تفسير مجمع البيان
بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الناس اتقوا ربكم
وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم
وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتمى فانكحوا ما طاب لكم
ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما وارزقوهم
وابتلوا اليتمى حتى إذا بلغوا النكاح فإن ءانستم منهم رشدا
للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب
وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه
وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعفا خافوا عليهم
يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين فإن كن
ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد
تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنت تجري
والتي يأتين الفحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن
إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهلة ثم
يأيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها
وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وءاتيتم إحداهن قنطارا فلا
ولا تنكحوا ما نكح ءاباؤكم من النساء إلا ما قد
حرمت عليكم أمهتكم وبناتكم وأخواتكم وعمتكم
والمحصنت من النساء إلا ما ملكت أيمنكم كتب الله
ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنت المؤمنت فمن
يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب
يأيها الذين ءامنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالبطل إلا أن
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم
ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال
ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والاقربون والذين عقدت أيمانكم
الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض
وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من
واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسنا وبذي القربى
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما ءاتاهم الله من
والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم
إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها
فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على
يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى
ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضللة
أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا
إن الذين كفروا بئايتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم
إن الله يأمركم أن تؤدوا الامنت إلى أهلها وإذا حكمتم
يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم
ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك
فكيف إذا أصبتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون
وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم
فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم
ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من
ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم
يأيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا
وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصبتكم مصيبة قال قد أنعم
أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا
فقتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين
من يشفع شفعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع
وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله
الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا
فما لكم في المنفقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون
ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم
إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثق أو جاءوكم
ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا
وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل
ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خلدا فيها وغضب الله
يأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا
لا يستوي القعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجهدون في
إن الذين توفهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا
ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا
وإذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح أن تقصروا من
وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلوة فلتقم طائفة منهم معك
فإذا قضيتم الصلوة فاذكروا الله قيما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا
ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون
إنا أنزلنا إليك الكتب بالحق لتحكم بين الناس بما أريك
ولا تجدل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب
ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد
ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك
ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون
إن يدعون من دونه إلا إنثا وإن يدعون إلا شيطنا
والذين ءامنوا وعملوا الصلحت سندخلهم جنت تجري من تحتها الانهر
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتب من يعمل سوءا يجز
ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع
ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم
وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح
ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا
ولله ما في السموات وما في الارض ولقد وصينا الذين
إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بئاخرين وكان الله على
يأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على
يأيها الذين ءامنوا ءامنوا بالله ورسوله والكتب الذي نزل على
إن الذين ءامنوا ثم كفروا ثم ءامنوا ثم كفروا ثم
وقد نزل عليكم في الكتب أن إذا سمعتم ءايت الله
الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا
إن المنفقين يخدعون الله وهو خدعهم وإذا قاموا إلى الصلوة
يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا الكفرين أولياء من دون المؤمنين
ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وءامنتم وكان الله شاكرا
لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم
إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله
يسئلك أهل الكتب أن تنزل عليهم كتبا من السماء فقد
فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بئايت الله وقتلهم الأنبياء بغير حق
وإن من أهل الكتب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم
فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبت أحلت لهم وبصدهم
لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك
إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده
ورسلا قد قصصنهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك
لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملئكة يشهدون
إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضللا
يأيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فئامنوا خيرا
يأهل الكتب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله
لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملئكة المقربون
يأيها الناس قد جاءكم برهن من ربكم وأنزلنا إليكم نورا
يستفتونك قل الله يفتيكم في الكللة إن امرؤا هلك ليس
سورة المائدة
بسم الله الرحمن الرحيم يأيها الذين ءامنوا أوفوا بالعقود أحلت
يا أيها الذين ءامنوا لا تحلوا شعئر الله ولا الشهر
حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله
يسئلونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبت وما علمتم
اليوم أحل لكم الطيبت وطعام الذين أوتوا الكتب حل لكم
يأيها الذين ءامنوا إذا قمتم إلى الصلوة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم
واذكروا نعمة الله عليكم وميثقه الذي واثقكم به إذ قلتم
يأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجر
يأيها الذين ءامنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم
ولقد أخذ الله ميثق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر
فبما نقضهم ميثقهم لعنهم وجعلنا قلوبهم قسية يحرفون الكلم عن
ومن الذين قالوا إنا نصرى أخذنا ميثقهم فنسوا حظا مما
يأهل الكتب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم
لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم
يأهل الكتب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من
وإذ قال موسى لقومه يقوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ
قالوا يموسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى
قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا
واتل عليهم نبأ ابني ءادم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل
لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك
فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة
من أجل ذلك كتبنا على بني إسراءيل أنه من قتل
إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا
يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجهدوا في
إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الارض جميعا
والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكلا من الله
يأيها الرسول لا يحزنك الذين يسرعون في الكفر من الذين
سمعون للكذب أكلون للسحت فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض
إنا أنزلنا التورية فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين
وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف
وقفينا علئ اثرهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه
وأنزلنا إليك الكتب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتب
وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم
يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصرى أولياء بعضهم أولياء
يأيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي
إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلوة
يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا
وإذا ناديتم إلى الصلوة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم
قل يأهل الكتب هل تنقمون منا إلا أن ءامنا بالله
قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من
وإذا جاءوكم قالوا ءامنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا
وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا
ولو أن أهل الكتب ءامنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم
يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم
قل يأهل الكتب لستم على شئ حتى تقيموا التورية والإنجيل
إن الذين ءامنوا والذين هادوا والصبئون والنصرى من ءامن بالله
لقد أخذنا ميثق بني إسراءيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم
لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم
ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله
لعن الذين كفروا من بني إسراءيل على لسان داود وعيسى
ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم
لتجدن أشد الناس عداوة للذين ءامنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن
فأثبهم الله بما قالوا جنت تجري من تحتها الأنهر خلدين
يأيها الذين ءامنوا لا تحرموا طيبت ما أحل الله لكم
لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمنكم ولكن يؤاخذكم بما
يأيها الذين ءامنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلم رجس
وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما
ليس على الذين ءامنوا وعملوا الصلحت جناح فيما طعموا إذا
يأيها الذين ءامنوا ليبلونكم الله بشئ من الصيد تناله أيديكم
أحل لكم صيد البحر وطعامه متعا لكم وللسيارة وحرم عليكم
جعل الله الكعبة البيت الحرام قيما للناس والشهر الحرام والهدي
اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم
قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا
يأيها الذين ءامنوا لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم
قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كفرين
وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول
يأيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا
يأيها الذين ءامنوا شهدة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين
فإن عثر على أنهما استحقا إثما فئاخران يقومان مقامهما من
يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم
إذ قال الله يعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى
وإذ أوحيت إلى الحوارين أن ءامنوا بي وبرسولي قالوا ءامنا
إذ قال الحواريون يعيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن
قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من
وإذ قال الله يعيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني
قال الله هذا يوم ينفع الصدقين صدقهم لهم جنت تجري