الرسائل الأحمدية
الجزء الأول
أحمد بن صالح آل طعان البحراني
وبه نستعين
الحمدُ لله الذي وهب لنا من العقول ما أزاحنا به عن الفضول، وأراحنا به عن الأجناسِ البعيدة عن حدود الصَّوابِ والفصول، والصلاةُ والسلامُ على محمّد وآلِهِ، أولي العقولِ الكاملة والأرواحِ الفاضلة.
أمّا بَعدُ:
فقد سألني بعضُ إخوانِ الدّين، الراغبين في تحصيل اليقين، لحسن ظنّه بالمؤمنين، فأجبته بالميسور; إذْ لا يسقطُ بالمعسور، مع ما أنا فيه من اشتغالِ البال وتراكمِ الأهوال.
قال ـ سلّمه الله تعالى ـ : (ثَمَّ يا مولانا مسألة، نستفيدُكم فيها ونسترشدُكم إليها، وهي:
إنّ العقلَ المتعيّن في نوع الإنسان، هل هو مطلقاً دوام وجوده في كلّ إنسان كان من المؤمنين والكفّار والفجّار مدّة الأعمار؟.
ثمّ إنْ كان كذلك، فما ثمرةُ عقولِ أولئك الكفّار والفجّار هنالك، حيث إنّ العقل ما عُبِدَ به الرّحمن وعُصي به الشّيطان، وأفعالُهم كلُّها عكس ذلك ؟
وإنْ كانوا سُلبت منهم عقولُهم حين تغلّبت عليها شهواتُ أنفسِهِم، فما تكليفُهم حينئذ وهم لاعقلَ لهم؟.