تحفة المستفيد من القديم والجديد
عبدالله منصور القطيفي
المقدمة
بسْم الله الرَحمـن الرَّحيم
وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين، نبيّنا محمد(صلى الله عليه وآله) وعلى آلهِ الميامين صلوات الله عليهم أجمعين.
وبعد، فهذا هو الجزء الأوّل من كتابي «تحفة المستفيد من القديم والجديد»، وهو الجزء الأوّل من أربعة أجزاء مخطوطة، والذي وفّقني الله تعالى ـ بمزيد كرمه وحُسن رعايته ـ إلى جمعه وتأليفه خدمةً للعقيدة، وهو بمجموعه من وحي المنبر لفترة وجيزة من الزمن.
فرأيت أن أضعه بين يدي القارئ مجلبةً للثواب وتعرضاً للدعاءِ لي بالمغفرة والعفو والثبات على المحبة والولاء لأهل بيت العصمة الذين هم سفينة النجاة للغارقين مثلي في بحار الذنوب والمعاصي، وآمل أن ينال القبول عند الله وعند أهل بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله).
وقد احتوى على عدد من المواضيع النافعة لخدمة المنبر الشريف، وإقامة العزاء على أهل بيت الرحمة، وأستميح العذر من القارئ لو وجد بين مواضيعه شيئاً لا يرتضيه أو بحثاً يمجّه الذوق أو تحتقره النفس لديه، ولعلَّ ذلك لاختلاف الأذواق والمدارك، فما كلّ مجتهد مصيب، فعليه أن يتكرّم عليَّ بالعفوِ ولا يبخل عليَّ بالدعاء، فالعبد دائماً يُسايره النقص لأن الكمال لله.
وليعلم القارئ أنّ كلّ موضوع مخطوط أو مطبوع فهو يفتقر إلى تنقيح اللفظ وحُسن الأداء والإلقاء من الخطيب; حتى يكسيه طلاوة ويمزجه بحلاوة، فحسنُ الخطابة وحلاوتها والإبداع في اللفظ والإلقاء هم كماءِ الذهب يكسي المعادن لمعاناً برّاقاً ومنظراً جذّاباً، وما أظنّ أنّ الموضوع يزيّن نفسه لو فقد حسن الإلقاء ونعومة الأداء. والمنبر لا إشكال في أنّه يحتاج إلى رونق خِطابي ومَلكة وقدرة نفسيّة، وسيطرة فعّالة، وتفاعل مع الجمهور وتحسُّس مشاعرهم الموجهة إلى الخطيب وتقييمها من واقع النظرة والإنفعال.
كما أنّه ليس من وُفِّق لصعود المنبر أصبح خطيباً، فالناس معادن، لذلك نبغ بعض