الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة. ( نهج البلاغة ٤: ١٤)      الحدة ضرب من الجنون، لأنّ صاحبها يندم، فإن لم يندم فجنونه مستحكم. ( نهج البلاغة ٤: ٥٦)      من دخل مداخل السوء اتّهم. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )        اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)        لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرّاً. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      
البحوث > الفقهية > مقاصد الشريعة في مدرسة أهل البيت عليهم السلام الصفحة

مقاصد الشريعة في مدرسة أهل البيت(٢)
الشيخ مهدي مهريزي(١)
لعل من أهم الإشكاليات التي تطرح في إطار فلسفة الفقه، قضية مقاصد الشريعة وأهداف الفقه. ويتشكّل السؤال في هذا المضمار على النحو التالي؛ ما هي الأهداف التي يرمي إليها الفقه الاسلامي؟ وكيف يمكن تشخيصها؟ وما هو تأثير هذه الأهداف في عملية الاستنباط والاجتهاد؟
وبتعبير آخر، يُعنى علم المقاصد بإشكاليات من قبيل:
١ ـ هل يصبو الفقه الاسلامي إلى غايات وأهداف معينة؟
٢ ـ هل يمكن تشخيص غايات ومقاصد الفقه؟
٣ ـ ما هي السبل لمعرفة مقاصد الشريعة؟
٤ ـ ما هي العلاقة بين الأهداف والغايات، وكيف يمكن تصنيفها؟
٥ ـ ما هي المقاصد الأصلية والفرعية للشريعة؟
٦ ـ ما هو تأثير علم المقاصد في الاجتهاد والاستنباط؟
هذه تساؤلات يصطنع علم المقاصد أجوبتها. ولمزيد من الإيضاح نقول بأننا في إطار موضوع المقاصد نواجه ثلاث مساحات لابد من التمييز بينها، لنضع النقاش في صورته الصحيحة. فأحياناً يكون مرادنا مقاصد الدين، وأحياناً نحصر أنفسنا في دائرة أضيق لنبحث في مقاصد الفقه، وفي المساحة الثالثة نحدّد أنفسنا أكثر، بمعرفة الغاية من حكم فقهي واحد أو عدة أحكام فقهية. ويمكننا التعبير عن هذه المساحات الثلاث بما يلي:
أهداف الدين، ومقاصد الشريعة، وملاكات الأحكام.
وتكشف كل واحدة من هذه التعابير عن مجال معين في موضوع المقاصد.
المجال الأول: يشمل كل مقاصد الدين، فهو أوسع من إطار الفقه والشريعة، ومن الطبيعي أن يدرس هذا المجال في فلسفة الدين، وليس في فلسفة الفقه. وبعبارة ثانية فان أهداف الدين تبحث في التساؤلات الأساسية حول الدين. وبالطبع فان الإجابات عن هذه التساؤلات سيكون لها تأثير مهم في فلسفة الفقه والدراسات الفقهية.
المجال الثاني: هو مقاصد الشريعة أو أهداف الفقه. حيث ينصب الاهتمام على غايات جزء محدد من الدين، ألا وهو الفقه. وفي هذا المجال يُدرس أحد الأسئلة التي تواجه الفقه والشريعة تحت عنوان فلسفة الفقه. وهو مجال يأتي في الترتيب بعد دائرة أهداف الدين.
المجال الثالث: هو ملاك الأحكام أو مناطها أو عللها. وفي هذا المجال تفيد مفردات الملاك والمناط والعلة معنىً واحداً يرتبط بالحكم الفقهي. وكما هو واضح من هذه المفردات فانها تركز على فلسفة حكم

(١) رئيس تحرير مجلة علوم الحديث.
(٢) ترجمة : حيدر نجف.