ثمرة التفريط الندامة. ( نهج البلاغة ٤: ٤٣)      من أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه. ( نهج البلاغة ٤: ٢٠)      أكرم الحسب حسن الخلق. ( نهج البلاغة ٤: ١١)      إحذر أن يراك الله عند معصيته ويفقدك عند طاعته فتكون من الخاسرين. ( نهج البلاغة ٤: ٩٢)     من أشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشفق من النار أجتنب المحرمات. ( نهج البلاغة ٤: ٧ـ ٨ )      
البحوث > الفقهية > المواكبة الشرعية لمعطيات الهندسة الوراثية الصفحة

المواكبة الشرعية لمعطيات الهندسة الوراثية
* الشيخ حسن الجواهري

الهندسة الوراثية (خصائص الجينوم البشري)(١)
مقدمة
إنّ الموضوع الذي بين أيدينا هو موضوع طبّي يحتاج إلى إعطاء الحكم الشرعي الفقهي من علماء الإسلام، وبما أنّ مجال اختصاصنا هو الفقه (القانون) إلاّ أنّنا في هذا البحث سوف نجهد في بيان المعلومات العلمية الطبيّة مستندين في ذلك إلى ذوي الاختصاص، مع حذف بعض الاصطلاحات الطبيّة والتركيز على المهمّ منها؛ تبسيطاً للمطالب العلمية التي يتوقّف البحث عليها للطالب الحوزوي الذي يهمّه معرفة ما هو دخيل في الحكم الشرعي بعيداً عن الاصطلاحات الخاصة في ذلك العلم.
فنقول: هناك اصطلاحات لابدّ من شرحها، وهي:
أولاً: الخليّة: يتكوّن الكائن الحي من خلايا، وتحتوي الخليّة على نواة في داخلها هي سرّ النشاط الحياتي فيها، ويحيط بالنواة غشاء نووي، وباقي مساحة الخليّة ـ فيما بين النواة وجدار الخليّة ـ سائل خلوي يسمى (السيتوپلازم).
ثانياً: الكروموسوم: هي أجزاء في داخل النواة تبلغ ثلاثة وعشرين زوجاً هي حوامل الصفات الوراثية التي تقرّر الصفات الوراثية للفرد.
ثالثاً: الجين: هو جزء من الكروموسوم، يحوي كلّ المعلومات الوراثية ومعلومات طريقة عمل الجسم؛ لأنّه هو المسؤول عن صنع البروتين. ويعتقد الباحثون أنّ عدد الجينات في البدن يتراوح بين ستّين إلى سبعين ألفاً موجودة داخل الخليّة، ولكنّ ما يعمل منها عدد محدود حسب حاجة وتركيب الخليّة.
رابعاً: البروتين: هو أساس نشاط الخليّة، والمسؤول عن صنعه هو الجين، فالانسولين بروتين هام لخفض السكّر في الدم واستقلابه في الجسم يتمّ صنعه بواسطة جين معيّن موجود على الكروموسوم رقم(١١).
وهذا البروتين يشتمل على سلسلة من الأحماض (قواعد نتروجينية)، فإن نقص أو اختلّت سلسلته فانّه يؤدي إلى مرض قد يكون خطيراً.

(١) أقول: إنّ ما تقدم في صفحة ١١٧ بعنوان (الاستنساخ والاستتئام) كان عبارة عن بحث الاستتئام والاستنساخ الذي يعتبر مقدمة تمهيدية لبحث المواكبة الشرعية لمعطيات الهندسة الوراثية، حيث إنّ الاستنساخ والاستتئام هو تلاعب في الخليّة بحيث يؤدي إلى ايجاد التوائم المتشابهة، بينما بحث معطيات الهندسة الوراثية هو تلاعب في الجينات التي هي جزء من مكوّنات الخليّة.