لا تظلِم كما لا تحب أن تُظلَمَ. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)      اللسان سبع إن خلي عنه عقر. ( نهج البلاغة ٤: ١٥)      من دخل مداخل السوء اتّهم. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )        أحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)       الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)      
البحوث > الفقهية > المنهج التقليدي في أصول الفقه ومعوقات التجديد الصفحة

المنهج التقليدي في أصول الفقه ومعوقات التجديد(*)
الشيخ محمد إبراهيم الجناتي(**)
يواجه مشروعُ تجديد منهج البحث في اصول الفقه عقبتين رئيستين:
الأولى: الضعف حيال الاتجاه الذي يتبنى المنهج الرائج في الدوائر العلمية.
الثانية: شيوع نزعة التقليد.
وتنطوي ظاهرة تقليد المتقدمين والتعبد بقناعاتهم، على جملة أخطاء اساسية، باعتبار ان منهج المتقدمين وما افرزه من تصورات وآراء، يمثل نتاجا خاضعا لظروف وملابسات دورتهم التاريخية الخاصة، ومع انه لا يمكننا في ضوء هذا ان نعتبر رجال تلك الحقب مخطئين فإنه لا شك في ان مجمل تلك الظروف قد تغيرت، وتبدلت معها حاجات المجتمع بنحو لا يمكن الاستجابة لها عبر المنهج التقليدي، مما يؤكد ضرورة ان تتم معالجة الإشكاليات الراهنة عبر ابداع رؤية ومنهج جديدين يرتفعان الى مستوى الموقف المطلوب من الحاجات المستجدة.
ان التحولات المنهجية أصبحت أمرا مألوفا ومتداولا في مختلف الدوائر والمستويات العلمية والبحثية في العالم، ومن المؤسف غياب هذه الظاهرة في مراكزنا العلمية بسبب صدور ضيقة، مما دعا العقلاء لأن يبدوا استغرابهم من محاولة المنهج التقليدي استيعاب المتغيرات التي يشهدها المجتمع دون طروء ادنى تغيير على بنيته الداخلية، إذ إن ذلك يعني عدم مدخلية التغيير الذي يطال الظروف والموضوعات والمسائل النظرية، في تركيب منهج الاستنباط الفقهي، مع ان هذا التصور بعيد جدا عن الواقع حيث نلاحظ اقتران المتغيرات بتحول في المنهج كأمر شائع ومتداول ضمن المستويين المادي والمعنوي.

(*) ترجمة: سرمد الطائي.
(**) استاذ الدراسات العليا في الفقه والأصول في الحوزة العلمية في قم.