الهلال الجديد والعوامل المؤثّرة على رؤيته
المهندس محمد علي الصائغ
أطوار القمر:
هي مراحل ظهوره لنا، والجزء المضيء من القمر يتغير من يوم لآخر، يتدرّج من الخيط الرفيع حتى يكتمل بدرًا، ثم يتناقص حتى يعود خيطًا رفيعًا، ثم يختفي تحت شعاع الشمس، فلا نراه، ثم يقترن مع الشمس ولا يُرى إلا بعد أن يخرج من تحت شعاع الشمس فيُرى هلالاً ضعيفًا، ورؤيته لأول مرّة بعد غروب الشمس تمثّل انصرام شهر قمري وبدء الليلة الأولى للشهر القمري الجديد..
وحيث إن القمر هو أسرع الكواكب حركة بالنسبة للأرض لأنه يقطع كل يوم حوالى ١٣ درجة من فلك البروج، بينما تقطع الشمس بحركتها الظاهرية كل يوم درجة تقريبًا، فهو يتقدّم عليها كل يوم ١٢ درجة أي بمعدل درجة كل ساعتين أي يكمل دورة كاملة (٣٦٠ درجة) بين البروج في مدة ٢٧ يومًا ونصف اليوم، بينما تكمل الشمس دورتها بين البروج في سنة كاملة أو تقطع برجًا في كل شهر، بينما يقطع القمر كل برج في يومين ونصف اليوم.
فإذا بَعُد القمر عن الشمس من المغرب لجهة الشرق اثنتي عشرة درجة تقريبًا مال إلينا بعض نصفه المضيء، إذ تبدو لنا حافّة النصف المضيء أو حافة القمر المضيء بسبب الشمس، فنرى طرفًا منه بعد غروب الشمس وهو الهلال، وكلما زاد بُعده عن الشمس ازداد ميل نصفه المضيء إلينا، حتى الليلة الرابعة حتى يكون قوس النور قد تضخّم فيسمى قمرًا، إلى ليلة ١٤ فيسمى بدرًا فيها وفي الليلة التالية لها.
يطلع "البدر" من الشرق عند أو بعد غروب الشمس، وفي ليلة ١٦ إلى ليلة ٢٦ يسمى "قمرًا" وفي ليلة ٢٧ إلى وقت دخوله تحت شعاع الشمس يسمى "هلالاً"، ويكون طلوعه في جهة المشرق قبل طلوع الشمس، فإذا دخل تحت شعاع الشمس بأن كان بينهما أقل من ١٢ درجة سمي "محاقًا" لانحجابه بنور الشمس، فإذا اجتمع مع الشمس سمي "اقترانًا" أو اجتماعًا، فإذا خرج من شعاعها بأن بعُدَ عنها لجهة المشرق بقدر ١٢ درجة تقريبًا رُؤيََ هلالاً عشية.