من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه. ( نهج البلاغة ٤: ٣)       ليس كل طالب بمرزوق ولا كل مجمل بمحروم. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      بالإفضال تعظم الأقدار. ( نهج البلاغة ٤: ٥٠)      كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب. ( نهج البلاغة ٤: ٣)        اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)      
البحوث > الفقهية > مقياس المسافة الشرعية مكاني أو زماني الصفحة

مقياس المسافة الشرعيّة مكانيّ أو زمانيّ
السيد كاظم الحائري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.
هل المسافة الشرعيّة للسفر بلحاظ المقدار الطوليّ والمكانيّ هي المسافة التي كانت معهودة في عصر النصوص، أو أ نّها اختلفت باختلاف وسائل السفر المتعارفة؟
قد يقال: إنّ روايات تحديد المسافة ليست جميعاً قد حدّدت المسافة بالوحدة الطوليّة، كثمانية فراسخ، أو أربعة وعشرين ميلاً، أو كذا كيلو متراً حتّى يقال: إنّ هذا المقدار لا  معنى لتغيّره بتغيّر الزمان، أو بتغيّر وسائل السفر، وإنّما تلك الروايات وردت بألسنة مختلفة قد يمكن حصرها في ثلاثة ألسنة:
الأوّل: هو التحديد بوحدة طوليّة، أو قل بمقدار الابتعاد المكانيّ عن الوطن من قبيل:
١ ـ صحيحة عبدالله بن يحيى الكاهليّ: أنّه سمع الصادق عليه السلام يقول: في التقصير في الصلاة بريد في بريد أربعة وعشرون ميلاً (١) ، هذا في نقل الشيخ، وأضاف في نقل الصدوق: ثُمّ قال: كان أبي عليه السلام يقول: إنّ التقصير لم يوضع على البغلة السفواء(٢) ، والدابّة الناجية(٣) ، وإنّما وضع على سير القطار.
وليس في السند من يتوقّف لأجله عدا عبدالله الكاهليّ، ويكفيه نقل البزنطيّ عنه، على أنّ النجاشي قال بشأنه: «كان وجهاً عند أبي الحسن عليه السلام».
٢ ـ رواية الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام في كتابه إلى المأمون: «والتقصير في ثمانية فراسخ وما زاد، وإذا قصّرت أفطرت(٤).

(١) الوسائل ٨ : ٤٥٢ بحسب طبعة آل البيت، الحديث ٣ / ١ من صلاة المسافر.
(٢) الخفيفة السريعة.
(٣) أيضاً السريعة.
(٤) الوسائل ٨ : ٤٥٣ بحسب طبعة آل البيت، الحديث ٦.