كن سمحاً ولا تكن مبذراً، وكن مقدراً ولا تكن مقتراً. ( نهج البلاغة ٤: ١٠)        لا تقل ما لا تحب أن يقال لك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      العلم خير من المال، والعلم يحرسك وأنت تحرس المال. ( نهج البلاغة ٤: ٣٦)        لا تحملن على ظهرك فوق طاقتك فيكون ثقل ذلك وبالاً عليك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      العلم وراثة كريمة والآداب حلل مجددة والفكر مرآة صافية. ( نهج ٤: ٣)      
البحوث > الفقهية > تعدد الزوجات إشكال ام حل لاشكال الصفحة

تعدد الزوجات اشكال ام حل لاشكال
الشيخ نائل الحسيني
لقد شن أعداء الإسلام حملة كبيرة على الدين الإسلامي بسبب تشريع جواز تعدد الزوجات, واعتبروه عيبًا وعارًا لحق بالإسلام, واعتبروا ان أهم سبب لانتشار الدين الإسلامي الكبير والواسع هو طرحه لمسألة تعدد الزوجات, والذي فسروه بحالة السيادة والعلو التي وضعها الإسلام للرجل بحيث ان له (استعباد) من شاء من النساء ووضعهن بين أربع جدران إرضاًء لنزواته الشهوانية, فاعتبروا مسألة تعدد الزوجات في الإسلام عبارة عن (تذكار العصر الجاهلي) ودعوا إلى محاربة هذه المسألة لما فيه من ظلم للمرأة وغطرسة وتجبر للرجل.
 تاريخ مسألة تعدد الزوجات:
 لقد حاول البعض ان يربط مسألة تعدد الزوجات بالإسلام, بحيث ان الإسلام هو الذي ابتدع هذه المسألة وجاء بها إلى عالم الوجود
 وبنظرة فاحصة وسريعة نلاحظ ان تعدد الزوجات كان موجودًا في العصور السابقة على الإسلام ومعمولاً به, غاية الأمر أن الإسلام عندما جاء وضع ضوابط وقيود تؤدي مراعاتها الى ضمان حقوق المرأة وحقوق الرجل, وعدم تعدي احدهما على الآخر
 اذن فعمل الإسلام في هذه المسألة ليس الا عمًلا تنظيميًا, فهو اما ان يقر بتعدد الزوجات التي كانت قائمة والتي لم يكن فيها حدود او ضوابط, مما يجعل الأمر خارجًا عن حدود الأخلاق والموازين الانسانية, واما ان يمنع من تعدد الزوجات مما يؤدي الى مفاسد كبيرة وانحرافات أخلاقية لاحد لها, فأقر الإسلام بتعدد الزوجات ولكن جعل له ضوابط تنسجم مع المبادئ الأخلاقية التي جاء بها ودعا اليه
 ان تعدد الزوجات كان موجودًا في الديانة اليهودية (وتوراتهم مليئة بالنصوص التي تحل لهم ذلك) ( ١), واما الديانة المسيحية فليس كلهم يحرمون تعدد الزوجات فانه (ليست كل فصائل

  (١) عودة مهاوش الاردني, الكتاب المقدس تحت المجهر, مؤسسة انصاريان, قم, ط ١ ١٤١٢، ص ١٣٣