مزدلفة (المشعر الحرام)
الشيخ حميد البغدادي
قال تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ}(١) .
جاء في مجمع البيان: (الجناح: الحرج في الدين وهو الميل عن الطريق المستقيم، والابتغاء: الطلب والإفاضة مأخوذة من فيض الإناء عن امتلائه، فمعنى أفضتم دفعتم من عرفات إلى المزدلفة عن اجتماع وكثرة) (٢) .
وهو الموضع الذي يستحب للحجاج أن يقفوا عنده للدعاء وطلب المغفرة والشكر على ما هداهم للإيمان ووفقهم لصالح الأعمال.
والوقوف بالمشعر ـ وتفصيله في كتب الفقه ـ ركن فلو تعمّد الحاج تركه بطل حجه و الوقوف في أي بقعة من بقاع المزدلفة مجزي، ويطلق المشعر ويقصد به المزدلفة في الغالب ويسمى أيضا (جمع).
سبب التسمية
اختلف في بيان سبب تسميتها بالمزدلفة على أقوال منه(٣):
الأول: من الازدلاف الذي معناه الاقتراب لأن الناس يقتربون إليها.
الثاني: لأنها مقربة إلى الله تعالى .
الثالث: من الإزدلاف بمعنى الاجتماع لأن الناس يجتمعون بها .
الرابع: لأن الله تعالى جمع بين آدم وحواء بها .
والذي روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إ نما سميت مزدلفة لا نّهم ازدلفوا إليها