ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى. ( نهج البلاغة ٣: ٥٥)      من ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حجته. ( نهج البلاغة ٣: ٨٥ )      أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم. ( نهج البلاغة ٤: ٦)      من دخل مداخل السوء اتّهم. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )      إحذروا نفار النعم، فما كل شارد بمردود. ( نهج البلاغة ٤: ٥٤)     
البحوث > القرآنية > مدخل جديد لتفسير القرآن الصفحة

مدخل جديد لتفسير القرآن

القسم الاول: التفسير المعادلاتي
غالب حسن

(١) الفكرة
تَسود القرآن الكريم مجموعة كبيرة من المعادلات، هذه المعادلات ذات طبائع متعدّدة متكثرة، فهناك المعادلة الكونيّة والاقتصاديّة والأخلاقيّة والسياسيّة، فالقرآن كثيراً ما يربط بين عنصرين على نحوٍ ما. وهذا هو مقصودنا بالمعادلة.
قال تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم). قال تعالى: (ان تنصروا الله ينصركم). قال تعالى: (ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار).
فنحن هنا امام علاقةٍ ما بين موضوعين (الشكر وزيادة النعم، الركون الى الطغاة والمصير الجهنمي...)، اي اننا في مواجهة معادله. وتتحدّد هويّة المعادلة من الطبيعة العامّة للعناصر المكوّنة لها. كما ان طبيعة العلاقة لها دور في تحديد هذه الهويّة او الصيغة.
المفسرون القدامى والمحدثون كثيراً ما يلتقطون هذه المعادلة او تلك، وكثيراً ما يعملون مشكورين على تشخيص العلاقة بين الشقين، سببيّة ام شرطيّة ام.. ام..، وقد قرّبوا بذلك فهم كتاب الله تعالى للناس وزوّدوا الفكر الانساني بمادّة قرآنيّة غزيرة رائعه. ولكن في الحقيقة ان هذا لا يكفي، ذلك ان المحاولة هذه تعبر عن جهد منصب على المعادلة كهيئة قائمة بذاتها، تتجسد بين شقين، والجهد المذكور يتردّد في فضاء معادلة مُسّماة بموضوعيها في حين ان القضية يجب ان تتخذ طابع المنهج ثم نفسّر المعادلة على ضوءهذا المنهج ذلك ان كل معادلة مجموعة من المقتربات والنقاط والأشارات. للمعادلة طرفاها، وللمعادلة جذرها، وللمعادلة شروطها، وللمعادلة نتائجها. كذلك للمعادلة معاملها. والمعادلة قد ترجع الى ما هو اوسع منها... وهكذا... وعليه: يمكن ان نقول: ان هناك ما نستطيع ان نعنونه بـ(التفسير المعادلاتي للقرآن الكريم).

(٢) المنهج
نحاول الان ان نطرح بعض معالم هذا المنهج عبر نقاط متسلسلة، وهي:
أولاً: تحديد المعادلة بطرحها الاوّلي، اي تشخيص الآية ذات البنية المعادلتية المثبتة بطرفيها او شقيها او عنصريها... او كما قلنا: ان هذه المعادلة قد تكون ذا منحى عقيدي اوذا رؤية اجتماعيّة او طرح اقتصادي... وفي الواقع ان اكثر من معادلة ومعادلة في الخطاب القرآني قد تتجسّد في اكثر من آية