ما خيرٌ بخيرٍ بعده النار، وما شرٌّ بِشَرٍّ بعده الجنة. ( نهج البلاغة ٤: ٩٢)        بئس الطعام الحرام. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)        خذ على عدوك بالفضل فإنّه أحلى الظفرين. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)      ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء طلباً لما عند الله. ( نهج البلاغة ٤: ٩٥)        ليس كل طالب يصيب ولا كل غائب يؤوب. ( نهج البلاغة ٣: ٥٣)      
البحوث > القرآنية > في رحاب آية النبأ الصفحة

في رحاب آية النبأ
الشيخ محمد مهدي الآصفي
(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين)(١) هذه الآية الكريمة تحذّر من اعتماد أخبار الفساق وتأمر بالتحقيق والتثبت والتأكد من صحة الأخبار التي يأتون بها قبل العمل.

قصة نزول الآية
وقصة نزول هذه الآية كما يقول ابن كثير الدمشقي في تفسيره: قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن أبي سابق حدثنا عيسى بن دينار حدثني أنه سمع الحارث ابن ضرار الخزاعي ـ رضي الله عنه ـ يقول: قدمت على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ فدعاني إلى الإسلام فدخلت فيه وأقررت به، ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها وقلت يارسول الله: أرجع إليهم فأدعوهم إلى الإسلام وأداء الزكاة فمن استجاب لي دفعت زكاته، وترسل إليّ يارسول الله رسولا إبان كذا وكذا ليأتيك بما جمعت من الزكاة؟ فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له وبلغ الإبان الذي أراد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أن يبعث إليه احتبس عليه الرسول ولم يأته وظن الحارث أنه قد حدث فيه سخطة من الله تعالى ورسوله فدعا بسروات قومه فقال لهم: إن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ كان وقت لي وقتاً يرسل إلي رسوله ليقبض ماكان عندي من الزكاة وليس من رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم الخلف ولا أرى حبس رسوله إلا من سخطة فانطلقوا بنا نأتي رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـوبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوليد ابن عقبة إلى الحارث ليقبض ماكان عنده مما جمع من الزكاة فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق أي خاف فرجع حتى أتى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ فقال: يارسول الله إن الحارث قد منعني الزكاة وأراد قتلي فغضب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وبعث البعث إلى الحارث ـ رضي الله عنه ـ وأقبل الحارث بأصحابه حتى إذا استقبل البعث وفصل عن المدينة لقيهم الحارث فقالوا هذا الحارث فلما غشيهم قال له: إلي من بعثتم؟ قالوا: إليك، قال: ولم؟ قالوا: إن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بعث إليك الوليد بن عقبة فزعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله، قال ـ رضي الله عنه ـ: لا والذي بعث محمداً ـ صلى الله عليه وآله ـ بالحق مارأيته بتة ولا أتاني فلما دخل الحارث على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: (منعت الزكاة وأردت قتل رسولي؟) قال: لا والذي بعثك بالحق مارأيته ولا أتاني وما أقبلت إلاّ حين احتبس عليّ رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـخشيت أن يكون كانت سخطة من الله تعالى ورسوله قال فنزلت الحجرات (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ).

(١) الحجرات: ٦.