أحسن كما تحب أن يُحسن إليك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)      العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى. ( نهج البلاغة ٤: ٨٠ )      الطمع رق مؤبد. ( نهج البلاغة ٤: ٤٢)      من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      إياك والإعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها وحب الإطراء. ( نهج البلاغة ٣: ١٠٨)      
البحوث > القرآنية > التفسير التوحيدي الصفحة

التفسير التوحيدي
* د. حسن الترابي
التوحيد في الدين
هذا اجتهاد في تفسير القرآن، تأسس منهجه على التوحيد الذي يقوم به كل أمر الدين وتتأصل كل شعابه عليه فالإيمان بالله الواحد وحدة مطلقة منزهة عن كل مثال أو شبيه هو أصل الطمأنينة التي تحفظ المؤمن من كل اضطراب يرى الوجود متفرقات لا حصر لها من أشياء وقوى في السموات والأرض والطبيعة، على امتداد عالم الشهادة، أو تبصر الأرض شتاتاً من أقاليم مختلفة عبر المشارق والمغارب أو زماناً متعدداً متبايناً عبرالقرون والسنون سابقها ولاحقها، أو مشاكسة لمختلفات الحياة في خاصة شأن الإنسان وعامة شؤون المجتمع.
ففي أصل الفطرة الأولى لنفس الإنسان إمكانات الإيمان والتوحيد والتقوى وفي وجدانه عقيدة وحدة ملهمة، ولكنها عرضة لفتـنة الضلال والفجور واضطراب الشرك واحتراب الشهوات، إلا إذا اسعفته بمتاب أصول الإيمان الأزلية فتطمئن نفسه فيؤمن ويتـقي. والإنسان بحواسه وانفعالاته ورؤاه يمكن أن يتوقف عاكفاً على بعض ظواهر الطبيعة ولا يوحِّد شتاتها ومتفرقاتها إلى الله الواحد الخالق فوقها. لكن عقيدة التوحيد تلهم الانسان حيثما تأمل الظواهر في الطبيعة او المجتمع او أعمل حواسه حيثما رأى أو سمع يتبين آيات الوحدة من وراء أستار الطبيعة وحجب الحادثات، مهما تكثـفت أشكالها وتكاثرت أعيانها، ويردها جميعاً إلى الخالق الواحد، فيتذكر ويتعمق ويطمئن إيماناً.
فالإنسان وما حوله في الطبيعة قد يزكو بأصل الفطرة الأولى وينتهي إلى الإيمان بالله الواحد، ويوحد حياته باطناً فكراً وعاطفة وظاهراً حساً وعملاً ويسلمها كلها موحدة إلى الله، دوافعا ومقاصد وحركة وآثاراً. والإنسان ـ كذلك ـ في علاقته بالمجتمع، قد يستشعر أنه خلق فرداً واحداً مستقلاً، يقوم بنفسه ليكسب كسباً لذاته، ولكنه ـ أيضاً ـ قد يتصل بما حوله ويجد