فهـم القـرآن بين الظن واليقين
بقلم: د. محمد كاظم شاكر
تعريب: احمد العبيدي
عندما خلق الله الانسان وهبه قدرةً على البيان، تتيح له من خلال وضع الالفاظ ودلالاتها إيجاد قناة للتفاهم مع ابناء جنسه(١)،س ثم استعار الخالق تلك الوسيلة ذاتها لتعليم الانسان حقائق العالم وأسراره(٢)، وندبه الى التفكر في آياته الآفاقية والانفسية والتدبر في كلامه المنزل إليه من عنده، والإنطلاق نحو الاهداف السامية بقدم واثقة يحدوها فكر رصين ورؤى متماسكة.
والتفكر في الآيات مآله العلم، وغايته اليقين والقطع. وفي هذا السياق حث القرآن الكريم على نيلِ ما هو يقيني من المعارف، ونبذ ما هو ظني منها مشوب بالشك والارتياب. لكننا في مقابل ذلك نشاهد اليوم بعض الآراء التي تفسح المجال لأرَضَة الشك والنسبية بالتوغل الى روح المعرفة الدينية لتنخر أُسسها.
السؤال المثار هنا هو، الى أي مدى يمكن الوثوق بفهمنا للنصوص الدينية والقرآن بشكل خاص؟ بعبارة اخرى، هل يبلغ فهمنا للنصوص الدينية درجة اليقين، أم ان الشك والظن مخالط له أبداً؟
تبدأ هذه المقالة بتبيين ثلاث مراتب من الفهم ـ هي اليقين والظن والشك ـ ثم ننتقل منها الى تقييم طرق كسب العلم من القرآن من حيث درجات الفهم.