تفسير القرآن بالقرآن عند الشيخ الطوسي
الدكتور خضير جعفر
حفل (التبيان) بالمزيد من النماذج التفسيرية التي اعتمد فيها الشيخ الطوسي(*) منهج تفسير القرآن بالقرآن، ضمن تبنّيه الاتجاه الأثري في التفسير والذي يشكل تفسير القرآن بالقرآن أحد أهم دعائمه، وليؤكد، من خلال انتهاجه لهذه المنهجية، اعتماده في التفسير على اتجاهات ثلاث، تميّز فيها تفسير التبيان هي:
١ ـ اتجاه التفسير بالأثر (المنقول).
٢ ـ اتجاه التفسير بالرأي (المعقول) .
٣ ـ الاتجاه اللغوي.
ليطل بذلك على المكتبة القرآنية بأقدم محاولة تفسيرية كاملة لدى الشيعة الامامية، خصوصاً وان صاحبها أحد أعلام التشيع ومؤسس الحوزة العلمية في النجف الأشرف، والتي يمتد تاريخها إلى ما يقرب من ألف عام، حيث تخرّج منها، طوال عمرها المبارك، كبار الفقهاء المجتهدين، ومشاهير العلماء، والكتاب، والأدباء، والمحققين.
تشهد كتب التفسير القديمة والحديثة على ان هذا اللون من التفسير قد مارسه المفسرون القدامى والمحدثون، بل واعتبره العلماء أول الطريق في تفسير القرآن الكريم التي ينبغي للمفسر أن يسلكها وينتهجها عند آية محاولة تفسيرية لكتاب الله، وبذلك قالوا: من أراد تفسير الكتاب العزيز طلبه أولا من القرآن، فان أعياه ذلك طلبه من السنة، فانها شارحة للقرآن وموضحة له(١) .