خذ على عدوك بالفضل فإنّه أحلى الظفرين. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)        أحسن كما تحب أن يُحسن إليك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)      لا ورع كالوقوف عند الشبهة. ( نهج البلاغة ٤: ٢٧)      أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم. ( نهج البلاغة ٤: ٦)      سل عن الرفيق قبل الطريق، وعن الجار قبل الدار: نهج البلاغة ٣: ٥٦)      
البحوث > القرآنية > هيمنة القرآن على الكتب السماوية الصفحة

هيمنة القرآن على الكتب السماوية
الشيخ جعفر الهادي
هل يصدّق القرآن الكريم بكل ما تضمّنته الكتب السماوية، وبخاصة التوراة والإنجيل الرائجين، أم يرفضها ويكذب مضامينها جملة وتفصيلاً؟
وما هي ـ ترى ـ منزلة القرآن الكريم، كآخر كلمة في مفكّرة السماء، وكذروة ما نزل من جانب الله تعالى إلى البشرية، بين غيره من الكتب المنزلة قبله؟
يجيب القرآن الكريم عن هذا السؤال في الآية ٤٨ من سورة المائدة بصراحة كاملة، وبلاغة إذ يقول:
(وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب، ومهيمنا عليه، فاحكم بما أنزل الله، ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق).
في هذه الآية يصف البارئ تعالى كتابه العظيم (القرآن) بثلاثة أوصاف جديرة بالتأمل والإمعان:
١ ـ انه كتاب نزل بالحق.
٢ ـ انه مصدق لما بين يديه.
٣ ـ انه مهيمن عليه.
وما يرتبط بالسؤال المطروح ـ هنا ـ هو الوصف الثالث وهو كون القرآن مهيمنا على ما تقدمه من الكتب المنزّلة فماذا تعني الهيمنة القرآنية على تلكم الكتب؟
قال العلامة ابن منظور في (لسان العرب) : في التنزيل ومهيمنا عليه. قال بعضهم: معناه الشاهد، يعني وشاهداً عليه.