من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذاك الأحمق بعينه. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )       لا تخاطر بشيء رجاء أكثر منه، وإياك أن تجمح بك مطيّة اللجاج. ( نهج البلاغة ٣: ٥٣)        أحسن كما تحب أن يُحسن إليك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)      ليس للعاقل أن يكون شاخصاً إلاّ في ثلاث: مرمة لمعاش، أو خطوة في معاد، أو لذة في غير محرم. ( نهج البلاغة ٤: ٩٢)        لا خير في علم لا ينفع. ( نهج البلاغة ٣: ٤٠)      
البحوث > القرآنية > العجب رؤية قرآنية الصفحة

العُجب رؤية قرآنية
القسم الأول
الشيخ محمّد مهدي الآصفي
(قُل هَل نُنَبّئُكُم بِالأخسَرينَ أعمالاً، الذينَ ضلّ سَعيُهُم في الحَيَوةِ الدنيا وَهُم يَحسبُونَ أنهم يحسنون صُنعاً، أولئِكَ الذِينَ كَفَرُوا بآيَتِ رَبّهِم وَلِقَائِهِ فَحَبطَت أعمَلُهُم فَلاَ نُقِيمُ لَهُم يَومَ القِيمةِ وَزناً) (الكهف:١٠٣ـ١٠٥).
المدخل إلى البحث
من أخطر ما يصنعه الشيطان بالإنسان من مكر، هو "العُجب"، وذلك أن الشيطان قد يحرف الإنسان من العبادة إلى الشرك، وهذا نوع من المكر ظاهر يتمكن الإنسان من مكافحته، وقد يحول الشيطان العبادة نفسها إلى الشرك، وهذا هو أخطر مكر الشيطان، وقد يقطع الشيطان السبيل على الإنسان فيحوله من الإقبال على الله إلى الإعراض عن الله وقد يحول الشيطان الإقبال على الله ـ نفسه ـ إلى الإعراض عن الله وهذا أخطر من الأول.
كيف يمكر الشيطان هذا المكر، وما هي الأداة التي يستخدمها فيحول العبادة والإقبال على الله إلى الشرك والإعراض عن الله؟
الجواب على ذلك ينطوي في كلمتي "العُجب" و"الرياء".
في العجب يحجب الشيطان الإنسان عن الله بـ"الأنا"، ويجعل الأنا حجاباً بين الإنسان وبين الله فتتحول العبادة إلى ضدها: إعراض وشرك، وفي الرياء يحجب الشيطان الإنسان عن الله بالغير، وليس بـ"الأنا" فيجعل وجهة عمله والغاية من عمله هو "الغير" وليس الله ويستدرج الإنسان من الإخلاص لله تعالى وابتغاء مرضاته إلى ابتغاء مرضاة الآخرين وإعجابهم، فيتحول عمل الإنسان من الطاعة والإقبال على الله إلى الشرك والإعراض عن الله.
إذن من أخطر مكر الشيطان في حياة الإنسان "العُجب" و"الرياء"، ونحن في هذا المقالة نحاول أن نبحث عن "العُجب" إن شاء الله ونتعرف على أسبابه وأعراضه وأنواعه وعلاجه من خلال القرآن الكريم.

علاقة الإنسان بنفسه
من طرائق الفكر الإسلامي تحديد نوع علاقة الإنسان بنفسه، وهو أفق واسع في نفس الإنسان، وقد تتعقد شبكة العلاقة التي تربط الإنسان بنفسه أكثر من تعقيد شبكة العلاقات الاجتماعية التي تربط الإنسان بالآخرين من أفراد أسرته وزملائه وأصدقائه ومنافسيه وأعدائه.