في عقب غيركم تحفظوا في عقبكم. ( نهج البلاغة ٤: ٦٦)      الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق. ( نهج البلاغة ٤: ٩١)        اليسير من الله سبحانه أعظم وأكرم من الكثير من خلقه وإن كان كلٌّ منه. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      المرء مخبوء تحت لسانه. ( نهج البلاغة ٤: ٣٨)      إتق الله بعض التقى وإن قل، واجعل بينك وبين الله ستراً وإن رق. ( نهج البلاغة ٤: ٥٤)      
البحوث > القرآنية > تفسير سورة المائدة (11) الصفحة

تفسير القرآن الكريم سورة المائدة ١١
نظرة أخرى في سورة المائدة ـ ما يتناوله البحث في هذه النظرة ـ موقف اليهود من الدعوة الاسلامية وموقفها منهم ـ نضال الدعوة مع المشركين في مكة ـ ما أفادته الدعوة من هذا النضال ـ الأمل في التعاون مع اليهود باعتبارهم (أهل كتاب) ـ تبادل المودة بين المسلمين واليهود أول العهد بيثرب ـ عهد بين المؤمنين واليهود ـ انطواء اليهود على المخاتلة وبدء فتنهم ـ حرب الارجاف والجدل ـ اهتمام القرآن بهذه الحرب ـ ألوان من ارجافهم ـ تفضيلهم الوثنية على الاسلام ـ رأي يهودي معاصر في ذلك ـ تأليبهم أحزاب المشركين ـ اتجاه الاسلام الى التخلص منهم ـ موقف النصارى من الدعوة الاسلامية وموقفها منهم ـ مرقف عظيم لجعفر بن أبي طالب بين يدي النجاشي ـ عطف النجاشي على المهاجرين الى الحبشة ـ مظاهر أخرى فردية من الود ـ وفد نصارى نجران الى الرسول ونكوصهم عن المباهلة ـ موقف القرآن من النصارى يختلف عن موقفه من اليهود ـ لابد للمصلح من الجهر بالحقيقة كاملة ـ الحقيقة التي أعلنها القرآن في شأن المنتسبين الى الاديان.
نظرة أخرى في سورة المائدة:
أوفينا على الغاية ـ والحمد لله رب العالمين ـ من الحديث عما ورد في سورة (المائدة) من الآيات المصدرة بنداء المؤمنين، حيث يقول الله تعالى في كل آية منها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) وبيّنا أن هذه الآيات الكريمة جاءت تفصيلا لأول نداء بدأت به السورة حيث تقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) فبين الله تعالى ما يجب على المؤمنين أن يقيموا حياتهم عليه، من المبادىء والاحكام، والتحريم والتحليل، وأن يرتطبوا به ارتباط المتعاقدين الذين يسألون عن تنفيذ عقودهم، ويرجعون اليها متقيدين بها.
واليوم ندرس بعون الله موضوعا آخر تجلى اهتمام هذه السورة الكريمة به، وحرصها على توجيه الرسول الكريم فيه ـ باعتباره مؤسس هذه الأمة بأمر الله، وباني صرح مجدها وقوتها ـ توجيها قوياً فاصلا، لا يعرف التردد، ولا يسترسل في خطة المهادنة والمسالمة لمن لا تجدى معهم المهادنة والمسالمة.
هذا الموضوع هو حسم الامر فيما يتعلق بأهل الكتاب بعد طول الصبر عليهم، والرفق بهم، والصفح عنهم، وتقبل جدالهم وما كان لهم من أسئلة لا يريدون بها الا الفتنة، والارجاف على العقول، وبث الشكوك في النفوس الضعيفة، وشغل الرسول والمؤمنين عن توطيد الدعوة، وترسيخ أصول الرسالة، والتربص لما عسى أن يجود به الزمن مع طول المداورة والمحاورة، من فرصة ينتهزونها للقضاء على هذا الرسول، الذي كانوا من قبل يستفتحون به على الذين كفروا، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به، وقد كان اليهود في ذلك أشد على الاسلام ورسوله، صلوات الله عليه، من النصارى، وان كان لكل كفله من هذا الاثم.