الجئ نفسك في الأمور كلّها إلى الهك فإنّك تلجئها إلى كهف حريز ومانع عزيز. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم فإنّه يتسع. ( نهج البلاغة ٤: ٤٧)      من رضي برزق الله لم يحزن على ما فاته. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )      العلم خير من المال، والعلم يحرسك وأنت تحرس المال. ( نهج البلاغة ٤: ٣٦)      من زهد في الدنيا استهان بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات. ( نهج البلاغة ٤: ٨ )      
البحوث > القرآنية > تفسير سورة المائدة (12) الصفحة

تفسير القرآن الكريم سورة المائدة ١٢
الشيخ محمد محمد المدني
درس لقصتين جاءت بهما السورة: ـ مقدم‏ عن القصص في القر‌آن ـ فائدة الأسلوب القصصي ـ القرآن ليس كتاب تاريخ ‌ـ الفرق بين قصص القرآن وأمثاله ـ الروياات الوراد‌ة في قصص القرآن ومد‏‏ى الاعتماد عليها ‌ـ قصة بني اسرائيل والأرض المقدسة: آيات القصة ـ السياق الذي ذكرت فيه ووجه ارتباطها ـ نعم الله على اليهود ـ معنى تفضيل اليهود على العالمين ـ الفضل والخيرية، وخضوعهما للسنن الكونية ‌‌ـ تفنيد ما يزعمه اليهود من أن فلسطين ملك لهم أبدي، بوعد الهي ـ سنة الله في النصر والثمكين للمؤمنين ـ نكوص اليهود عن دخول الأرض المقدسة ـ الجزاء من جنس العمل ـ الأمم في ابان ضعفها تخاف الاصلاح وتأباه ـ الصبر والأمل عدنان لمن أراد الاصلاح ـ قصة ابني آدم القاتل والمقتول: آيات القصة ـ السياق الذي وردت فيه ـ هل القاتل والمقتول من بني اسرائيل ـ فوائد على هامش القصة ـ الثمرة التشريعية للقصة: الانسانية متضامنة في حفظ الحياة والأمن للنوع الانساني ـ الاحياء بالعلم والهدى من احياء النفس.
درس لقصتين جاءت بهما السورة:
نأخذ بعون الله تعالى في حديث آخر عن سورة المائدة، هو درس لقصتين وردتا في هذه السورة، تتصلان ببني اسرائيل:
احداهما: قصة عصيانهم موسى (عليه السلام) حين أمرهم بدخول الأرض المقدسة بعد انجائهم من فرعون وقومه.
والأخرى: قصة ابني آدم: القاتل والمقتول.
وقبل أن نأخذ في هذا الحديث نرى أن نقدم بمقدمه فيها بعض الفوائد عن أسلوب القرآن في القصص، وما يجب الايمان به في هذا الشأ‌ن، وما يجب من التحري في قبول ما جاءت به الروايات، وابعاد الاسرائيليات منها، ومدى ما تفيده الروايات الآحادية في ذلك:
المقدمة:

فائدة الأسلوب القصصي
من أساليب القرآن الكريم التي يرمي بها الى سوق العبر، ولفت النظر أنه يذكر في المناسبات المختلفة بعض الحوادث الماضية، عن الأمم والرسل، مبينا وجوه العبر فيها، أو داعيا الى الاهتداء واتخاذ القدوة الحسنة من مثلها الصالحة، ولا شك أن هذا الأسلوب من الأساليب القوية الحكيمة المعينة على احسان الاستماع، واحسان التقبل، فهو يتضمن الاستشهاد بالواقع، وقياس ما يكون على ما كان، وقد علم الناس أن حوادث الدهر تتشابه، وأن التاريخ ـ كما يقولون ـ يعيد نفسه، ذلك بأن الكون له سنن لا تتبدل، وأسباب مرتبط بعضها ببعض، فمن شأنها اذا تشابهت أن يفضى آخرها الى مثل ما أفضى اليه أولها، ولو أن الناس اعتبروا بما كان في تاريخ البشرية، وفحصوا في تحر وانصاف عن أسباب الصلاح والفساد فيمن كان