ليس للعاقل أن يكون شاخصاً إلاّ في ثلاث: مرمة لمعاش، أو خطوة في معاد، أو لذة في غير محرم. ( نهج البلاغة ٤: ٩٢)        الحرفة مع العفة خير من الغنى مع الفجور. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)        لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرّاً. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال. ( نهج البلاغة ٤: ٤٩)      ثمرة التفريط الندامة. ( نهج البلاغة ٤: ٤٣)      
البحوث > القرآنية > تفسير سورة الاعراف (5) الصفحة

تفسير القرآن الكريم سورة الاعراف (٥)
الأستاذ الشيخ محمود شلتوت
تذكير بالسياق: التخويف بعرض مشاهد القيامة ـ التخويف بعرض مواقف المكذبين في التاريخ ـ الناس معادن.
المكذبون يرمون الرسول بالجنون ـ الرمي بالجنون هو أول سلاح يجرده المكذبون في وجوه المصلحين ـ أوائل محمد تدل على أواخره ـ آيات الله في ملكوت السموات والأرض تدفع بالعقل إلى الإيمان والمبادرة به قبل الأجل ـ الساعة غيب.
دستور خلقي للرسول ولكل مصلح: " خذ العفو، وأمر بالمعروف، وأعرض عن الجاهلين " ـ القول بالنسخ في هذه الآية غير مقبول ـ وجوب الاستماع والإنصات إذا قرئ القرآن ـ ليس لهذه الآية صلة بتحريم الكلام في الصلاة، ولا بالسكوت عند الخطبة، ولا بالإنصات خلف الإمام ـ تعظيم القرآن الذي هو كلام الله ـ استحضار عظمة الله دائماً ـ سجدة التلاوة نوع من التربية الروحية باعلان المسك بالحق والإعراض عن الباطل ـ تفصيل هذه الحكمة: المسايرة لروح العبودية العام ـ التلبية لمقتضى الإيمان والعلم ـ مراغمة الكافرين ـ التحذير من السجود لأرباب العظمة، وتخصيص السجود لله ـ المبادرة في التأسي بالرسول ـ الاقتداء بالأنبياء والسير في طريقهم إظهاراً لوحدة الدين عند الله ـ التشبه بالملأ الأعلى الدائم السجود لله.  
تكلمنا فيما مضى عن تصوير سورة " الأعراف " لمشاهد القيامة، وما فصلته من مواقف أهل الكفر والتكذيب حين يرون العذاب، وحين تحيط بهم أعمالهم فلا يستطيعون الفرار من تبعاتها، ويدركهم الندم فيعترفون بذنوبهم، ويشهدون على أنفسهم أنهم كانوا كافرين.
ولعل القراء يذكرون ما قلناه من قبل أن نعرض لهذا التصوير القرآني لمشاهد يوم القيامة، وهو أن هذا التصوير يراد به التخويف من عاقبة الكفر ومصير الكافرين في الآخرة، وأن السورة كما خوَّفت بهذا؛ خوفت أيضاً بمصير الكافرين المكذبين في الدنيا، فجاء فيها قوله تعالى:
" وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَائِلُونَ *فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلاَّ أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ".
وجاء فيها استعراض تاريخي لما كان بين الرسل وأقوامهم، وما صار إليه أمر هؤلاء الأقوام بعد تكذيب الرسل، والخروج على أمر الله، ويبدأ ذلك من قوله تعالى في الآية التاسعة والخمسين من هذه السورة: