تفسير القرآن الكريم سورة هود (٢)
الأستاذ الشيخ محمود شلتوت
ربط بين هذا المقال والمقال السابق ـ الفصل الثاني: (دعوة الإسلام على لسان محمد صلى الله عليه وآله وسلم هي دعوته على لسان من كان قبله من الرسل ـ نوح ـ هود ـ صالح ـ إبراهيم ـ لوط ـ شعيب ـ موسى ـ تعليق السورة على هذه القصص السبع: أنباء الغيب التي يقصها القرآن ودلالتها ـ الظالمون هم الذين يجنون على أنفسهم ـ سنة الله في المكذبين) ـ تمهيد إجمالي عن الفصل الثالث ـ والتفصيل للعدد الآتي.
تبين من الكلام على سورة (هود) في العدد السابق: أن السورة تنقسم باعتبار ما اشتملت عليه من الموضوعات إلى فصول ثلاثة: (الفصل الأول في تقرير الدعوة المحمدية بأصولها الثلاثة ـ الفصل الثاني في تقرير أن هذه الدعوة بأصولها هي دعوة الرسل السابقين ـ الفصل الثالث في توجيه الخطاب للنبي وصحبه في الاستمساك بدعوة الله).
وانتهى فضيلة الأستاذ الأكبر المغفور له الشيخ محمود شلتوت من عرض الآيات الواردة في أغراض الفصل الأول مع بيان ما تضمنته هذه الآيات تصريحاً وإشارة، ثم مهد بذكر ما يتضمنه الفصل الثاني إجمالاً.
وهذا هو تفصيل الإجمال كما كتبه فضيلته:
الفصل الثاني:
إن هذه الدعوة التي شرحت بأصولها وبأدلتها ونتائجها في الدنيا والآخرة، وما كان من إعراض عنها، هي دعوة الرسل السابقين من مبدأ الخليقة الي عهد محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي هذا ـ كما قلنا ـ تسلية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه كإخوانه السابقين، وفيه كذلك عظة وذكرى لقومه بما حدث لأسلافهم المتقدمين.
نوح:
ومن هنا ذكرت السورة (نوحاً) وما كان من معارضة قومه له، وسخريتهم به، وموقف ابنه منه، وموقفه من ابنه، وتقرير أن الصلة التي لها قيمتها عند الله، هي صلة الإيمان لا صلة البنوة ولا صلة الأرحام، ثم ذكرت ختام القصة بنجاة نوح ومن آمن معه، وهلاك قومه الذين عاندوه وبغوا على الحق.
(قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك، وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم).