من كتم سره كانت الخيرة بيده. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)        العقل حفظ التجارب، وخير ما جرّبت ما وعظك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢ـ ٥٣)      الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به، فإذا تكلمت به صرت في وثاقه. ( نهج البلاغة ٤: ٩١)        أمسك عن طريق إذا خفت ضلالته، فإن الكف عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      الوفاء لأهل الغدر غدر عند الله، والغدر بأهل الغدر وفاء عند الله. ( نهج البلاغة ٤: ٥٧)      
البحوث > القرآنية > مفهوم العزّة في القرآن الكريم الصفحة

مفهوم العزّة في القرآن الكريم
الشيخ حسن الرميثي*
إذا استقرأنا الآيات الشريفة في القرآن الكريم الوارد فيها كلمة (العزة)، نجد أنها تطلق على معانٍ كثيرة:
منها: أنها حالة مانعة للإنسان من أن يُغلب، قال تعالى {أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا}(١)، أي يطلبون من الكفار القوّة والغلبة والمنعة، فإن الغلبة والمنعة من الله سبحانه وتعالى.
ومنها: العزيز، وهو الذي يقْهِر ولا يُقهر، قال تعالى {إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(٢)، وقوله تعالى {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}(٣)، وقوله تعالى {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ}(٤) أي غلبني.
ويقابلها الذُّل بضم الذال، وهو ما كان عن قهر، يقال: ذلّ يَذِّلّ ذُلاً.
ومنها: الشدّة،كما في قولهم أرض عزاز أي صلبة وشديدة، ومنه قيل عزّ عليّ أن يكون كذا، أي شدّ عليّ وصعب، كما في قوله تعالى في سورة التوبة {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}(٥)، أي صعب عليه عنتكم، وهي بهذا المعنى يقابلها الذِّل بكسر الذال أي اللين والسهولة، قال تعالى {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً}(٦) أي سهلت، وقال أيضًا {فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً}(٧) أي منقادة غير متصعبة، وقد وردت بهذا المعنى في بعض الأخبار كما في الحديث الشريف عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (خير نسائكم الولود الودود العزيزة في أهلها الذليلة

* أستاذ في الحوزة العلمية.
(١) النساء من الآية ١٣٩
(٢) العنكبوت من الآية ٢٦.
(٣) الأنعام من الآية ١٨ والآية ٦١.
(٤) ص٢٣.
(٥) التوبة١٢٨.
(٦) الإنسان من الآية١٤.
(٧) النحل من الآية ٦٩.