الحرفة مع العفة خير من الغنى مع الفجور. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)        الجئ نفسك في الأمور كلّها إلى الهك فإنّك تلجئها إلى كهف حريز ومانع عزيز. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      رب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة. ( نهج البلاغة ٤: ٩١)      هلك خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر. ( نهج البلاغة ٤: ٣٦)      الدهر يومان يوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فاصبر. ( نهج البلاغة ٤: ٩٤)      
البحوث > الحديثية > روايات جابر بن عبدالله الأنصاري الصفحة

روايات جابر بن عبد الله الأنصاري
صادق السوداني
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الخزاعي الانصاري السلمي ولد سنة ١٦ ق. هـ. وهو من اصحاب رسول  الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ والامام علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين والباقر ـ عليهم السلام ـ شهد مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بدراً وثمان عشرة غزوة مع النبي صلّى الله عليه وآله. كان آخر من بقي من اصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله.
قال الفضل بن شاذان: إنه ـ أي جابر ـ من السابقين الذي رجعوا إلى امير المؤمنين عليه السلام، وقال عنه ابن عقدة: إنه منقطع إلى اهل البيت عليهم السلام.
وروي مدحه عن محمد بن مفضل عن محمد بن سنان، عن حريز عن الصادق عليه السلام.
وعن ابي الزبير المكي قال: سألت جابر بن عبدالله فقلت: اخبرني أي رجل كان علي بن ابي طالب ـ عليه السلام ـ ؟ فرفع حاجبيه عن عينيه فقال: ذاك خير البشر أما والله إنا كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـببغضهم إياه .
وقال ابي الزبير المكي: رأيت جابراً يتوكأ على عصاه وهو يدور في سكك المدينة ومجالسهم ويقول: علي خير البشر معاشر الانصار أدبو أولادكم على حب علي.
كان يقعد في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهو معتمّ بعمامة سوداء، وكان ينادي: ياباقر العلم، ياباقر العلم، فكان اهل المدينة يقولون: جابر يهجر وهو يقول: (والله لا أهجر) ولكني سمعت حبيبي رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـيقول: إنك ستدرك رجلاً من اهل بيتي اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقراً ; فذلك الذي دعاني إلى ما اقول.
فبين جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة، اذ نظر إلى غلام فقال : يا غلام أقبل، فأقبل، ثم قال له: أدبر، فأدبر، فقال: شمائل رسول الله صلّى الله عليه وآله، والذي نفس جابر بيده يا غلام، ما اسمك ؟ فقال: ((اسمي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب))، فأقبل إليه يقبّل رأسه، فقال: إن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ارسلني اليك برسالة، أن أقرئك السلام، قال: ((عليه وعليك السلام)).
قال له جابر: بأبي أنت وأمي اضمن لي انت الشفاعة يوم القيامة، قال: ((قد فعلت ذلك يا جابر)).
رجع محمد بن علي ـ عليهما السلام ـ إلى ابيه فأخبره الخبر، فقال له: ((يا بني، قد فعلها جابر؟ قال: نعم، قال: يا بني: الزم بيتك)).
وعن محمد بن مسلم قال: قال لي ابو عبدالله ـ عليه السلام ـ: ((إن لابي مناقب ما هن لآبائي. إن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال لجابر بن عبدالله الانصاري: انك تدرك محمد بن علي فأقرئه مني السلام)).