روايات عمّار بن ياسر في أهل البيت عليهم السلام
الشيخ جعفر الغريب
هو عمّار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحُصين بن الوديم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس، وهو زيد بن مالك بن أُدَد بن زيد بن يَشجُب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان أبو اليقظان العنسي)(١) ويكنى بأبي اليقظان.
كان عمّار ـ رضي الله عنه ـ آدم طوالاً مضطرباً أشهل العينين بعيداً ما بين المنكبين(٢).
وعمّار اسم ميمون قال في القاموس: العمّار الكثير الصلاة والصوم، والقوي الإيمان، الثابت في أمره، والطيب الثناء والطيب الروائح، والمجتمع الأمر، إلى آخر ما قال. وأخرج ابن عبدالبر في الاستيعاب: إستأذن على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ يوماً فعرف صوته فقال ـ صلّى الله عليه وآله ـ: ((مرحباً بالطيّب ابن الطيّب إئذنوا له))(٣).
قال ابن سعد: قدم والد عمّار ياسرُ بن عامر وأخواه الحارث ومالك من اليمن إلى مكة يطلبون أخاً لهم فرجع أخواه وأقام ياسر في مكة وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فزوجه أمة له اسمُها سُمية بنت خيّاط فولدت له عمّاراً فأعتقه أبو حذيفة فلمّا جاء الله بالاسلام; أسلم عمّار ـ رضي الله عنه ـ وأبواه وأخوه عبدالله(٤).
يعتبر عمّار بن ياسر ـ رضي الله عنه ـ من المسلمين الأوائل وهو من بين مَنْ أسلموا بدار الأرقم بن الأرقم، وقد دعيت تلك الدار بدار الإسلام.
وكان له تأثير كبير على اسلام اسرته، فقد أسلمت هذه الأسرة في أحرج الظروف وأقسى ما مرّ به تاريخ صدر الإسلام من حيث القلة والضعف والهوان(٥).
وتحملت ما تحملت من العذاب والمحن وقد صبّت عليها قريش جام غضبها ولقّنتها من فنون التعذيب، فكانت تُخرجهم مع ثُلة من المسلمين الأوائل إذا حميت الظهيرة ويأخذون منهم مأخذاً عظيماً من البلاء يُعذّبونهم برمضاء مكة، وكانوا يُلبسونهم أدرعاً من حديد ويصهرونهم في الشمس(٦).