من أشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشفق من النار أجتنب المحرمات. ( نهج البلاغة ٤: ٧ـ ٨ )      إذا بخل الغني بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه. ( نهج البلاغة ٤: ٨٨ )     لا تظنن بكلمة خرجت من أحدٍ سوءاً وأنت تجد لها في الخير محتملاً. ( نهج البلاغة ٤: ٨٤ )      إفعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئاً، فإن صغيره كبير وقليله كثير. ( نهج البلاغة ٤: ٩٩)      إتق الله بعض التقى وإن قل، واجعل بينك وبين الله ستراً وإن رق. ( نهج البلاغة ٤: ٥٤)      
البحوث > الحديثية > صيغ التحمل والأداء للحديث الشريف الصفحة

صيغ التحمل والأداء للحديث الشريف
تاريخها وضرورتها وفوائدها واختصاراتها
* السيّد محمّد رضا الحسيْني الجلالي
الحمد لله ربّ العالمين، الذي هدانا لدينه بالعلم واليقين، وأوضح لنا طرق التحصيل لهما بالأنبياء والمرسلين، سيّما خاتمهم وسيّدهم إمام المتّقين، الصادق الأمين، الذي وثّق عُرى الإيمان وأنعم على الاُمّة بولاية الأئمّة المعصومين، أئمّة الصدق والحقّ والدين، وعلى أصحابهم رواة العلم وهداة الخلق إلى أصْفى معين، فأدّوا ما عليهم خير أداء عليهم صلوات الله إلى يوم الدين.

المقدّمة
وبعدُ، فإنّ الحديث الشريف هو أوسع مصادر الفكر الإسلامي أثراً، وأعظمها بعد القرآن دوراً، لأنّ به يعرف تفصيل ما جاء في الكتاب الكريم، ومن خلاله تنكشف أسرار التشريع العظيم. وقد أكّدالقرآن بآياته البيّنات على حجيّة الحديث ولزوم اتّباع الرسول صلّى الله عليه و آله و سلّم في سنّته، وحتميّة طاعته فيما أدّاه بحديثه وروايته. وقد أصْبح من أهمّ بديهيّات الإسلام، وأوضح ما عرفه المسلمون في كلّ القرون والأعوام: أنّ الالتزام بسنّة الرسول صلّى الله عليه و آله و سلّم واتّباع ما بلّغه من خلال حديثه هو جزءٌ من التصديق بمقالته والتحقيق للشهادة بنبوّته ورسالته. كما قد تواترت الأحاديث والروايات عن الرسول صلّى الله عليه و آله و سلّم ـ بحيث لا تقبل التشكيك في صحّتها ـ مؤكّداً على أنّ ما جاء به من الهدى تحويه سنّته المباركة، وأنّ في مخالفتها الضلال والردى. كما حدّدَ صلوات الله وسلامه عليه الطرق الأمينة الموصلة إلى سنّته، وعيّنَ الحاملين الاُمناء لها إلى اُمته. كما أنّ أئمّة الإسلام وحجج الله على الأنام بعد الرسول عليه السّلام الذين نصبهم أعلاماً للهداية، ومنجاة من الضلالة والغواية، وهم خلفاؤه الأئمّة الأطهار الاثنا عشر عليهم السّلام قد أكّدوا ـ قولاً وعملاً ـ على أهميّة السنّة الشريفة، وعظمة الحديث الكريم، ووجوب تعلّمه وتعليمه، وحفظه ونقله وبثّه وتبليغه، والحفاظ عليه بالتدوين والتقييد والكتابة، والضبط والتجويد والنشر، والتأكيد على أنّها الأساس لحفظ الشريعة وإقامة الدين، ومن خلالها يتحقّق الاتّباع والاقتداء بسيّد المرسلين صلّى الله عليه و آله و سلّم . وقد تكرّست الجهود العلميّة الجبّارة من علماء المسلمين، صحابةً وتابعين وقدماء ومتأخِّرين، على الاهتمام بالحديث الشريف. فجُمِعَ الحديث الشريف منذ عصر الرسول صلّى الله عليه و آله و سلّم وعلى يد الاُمناء الأوفياء من