اهمية علم الحديث
الشيخ عدنان الحسيني
عزيزي القارئ من خلال التعريف المتقدم في الحلقة الأولى عرفت أهمية الإطلاع على الحديث إذ ان الحديث هو حجة في الأحكام الشرعية فتارة يكون شارحاً للكتاب الكريم ومبيناً لأحكامه ومقيداً لبعضها ومعالجاً لحالات التشابه في الآيات وأيضاً يأتي بأحكام مستقلة أحياناً.
لو اطلعت عزيزي القارئ الكتب الفقهية فستجد ان الحديث الشريف يحل لنا معضلات جمَّة.
ومثاله: خطاب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا...)(المائدة: من الآية٦) فهل هذا معناه اختصاص التكليف في الفروع بالمسلمين دون الكفار مع انه أتت آيات أخرى تعمم الخطاب حتى لغير المسلمين مثل (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ)(آل عمران: من الآية٩٧) و(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ)(البقرة: من الآية٢١) وهكذا هنا يأتي الحديث الشريف ليحل لنا المشكلة، قال زرارة: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): اخبرني عن معرفة الإمام واجبة على جميع الخلق فقال: ان الله بعث محمداً (صلى الله عليه وآله) إلى الناس أجمعين رسولاً حجة لله على خلفه في أرضه فمن آمن بالله وبمحمد رسول الله واتبعه وصدقه فأن معرفة الإمام منا واجبة عليه ومن لم يؤمن بالله وبرسوله ولم يتبعه ولم يصدقه ويعرف حقهما فكيف يجب عليه معرفة الإمام وهو لا يؤمن بالله وبرسوله)(١).
وبهذا نعرف ان معرفة الله عز وجل ورسوله أولاً فإذا لم يعرفهما كيف يؤدي التكاليف، فلا تتوجه إليه وليست هي بأفضل من معرفة الإمام.
وقد جاء عن أبي عبد الله (عليه السلام): (ما من شيء إلاّ وفيه كتاب أو سنة) وعليه يجب ان يُعطى الحديث المكانة اللائقة به من بين اهتمامات القارئ المؤمن بأن الدين هو مفتاح لكل مشكلة تواجهه في هذا العالم.