ربّ قولٍ أنفذ من صول. ( نهج البلاغة ٤: ٩٤)      الوفاء لأهل الغدر غدر عند الله، والغدر بأهل الغدر وفاء عند الله. ( نهج البلاغة ٤: ٥٧)      لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه. ( نهج البلاغة ٤: ١١)      سل عن الرفيق قبل الطريق، وعن الجار قبل الدار: نهج البلاغة ٣: ٥٦)      خالطوا الناس مخالطة إن متم بكوا عليكم وإن عشتم حنّوا إليكم. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      
المكتبة > القرآن > تفسير القرآن > جامع البيان في تفسير آي القرآن الصفحة

جامع البيان عن تأويل آي القرآن
تأليف أبي محمد بن جرير الطبري
المتوفى سنة ٣١٠ هـ‍
قدم له الشيخ خليل الميس
ضبط وتوثيق وتخريج صدقي جميل العطار
الجزء الثامن عشر
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
جامع البيان عن تأويل آي القرآن
سورة المؤمنون
قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين
والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على
والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعو والذين هم على صلواتهم
الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون
ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين
ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة
ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون
ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين
وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الارض وإنا على
فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه
وشجرة تخرج من طور سينآء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين
وإن لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها
ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يقوم اعبدوا الله ما
فقال الملا الذين كفروا من قومه ما هذا إلا
إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين
فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد
وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين
ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين فأرسلنا فيهم
وقال الملا من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة
ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون أيعدكم
هيهات هيهات لما توعدون إن هي إلا حياتنا الدنيا
إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن
فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين
ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ما تسبق من
ثم أرسلنا رسلنا تترى كل ما جاء أمة رسولها
ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين
فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون فكذبوهما
ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون وجعلنا ابن
يأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون
وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون
فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون
فذرهم في غمرتهم حتى حين أيحسبون أنما نمدهم
إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين
والذين يؤتون مآ آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون
ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق
بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون
حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون لا
قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون مستكبرين
أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آبآءهم
ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن بل
أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين
وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون ولو
ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون
حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا
وهو الذي ذرأكم في الارض وإليه تحشرون
وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون
بل قالوا مثل ما قال الاولون قالوا أإذا متنا
لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا
قل لمن الارض ومن فيها إن كنتم تعلمون
قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون
قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار
بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون ما اتخذ الله من
قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني
ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون وقل
حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون
فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون
فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك
ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون قالوا ربنا
ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسئوا
إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا
فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون إني
قال كم لبثتم في الارض عدد سنين قالوا لبثنا
قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون
فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب
ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به
وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
سورة النور
سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون
الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم
الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها
والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين
إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور
والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة
ويدرؤا عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن
ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم
إن الذين جاءوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم
لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا
لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك
ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في
إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم
ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنآ أن نتكلم بهذا
يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين
ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم
ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم
إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم
ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم
يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع
ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى
إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا
يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون
يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق
الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون
يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا
فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم
ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع
قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم
وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين
وأنكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا
وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله
ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من
الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح
في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح
والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا
أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج
ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والارض
والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على
لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشآء إلى صراط
ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من
وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم
إنما يكن قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم
ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون
يأيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا
وإذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من
والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح
ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على
لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعآء بعضكم بعضا قد يعلم
لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعآء بعضكم بعضا قد يعلم
ألا إن لله ما في السماوات والارض قد يعلم مآ
سورة الفرقان
تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا
الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن
واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا
وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه
وقالوا أساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا
وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق
انظر كيف ضربوا لك الامثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا
بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا إذا
وإذآ ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا لا
قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت
ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم
قالوا سبحانك ماكان ينبغي لنآ أن نتخذ من دونك من
فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا ومن
وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون