علم الأُصول منطق العلوم والمعارف الدينية
الشيخ محمد السند
سعت النظم والمدارس الأُصولية خلال مراحل الأُصول التكاملية لئن تطرح تعريفاً جامعاً للأُصول، وقد ملأت هذه البحوث جزءاً من هذا العلم.
يبدو لنا ـ بالنظر إلى مجال استخدام علم الأُصول ـ إمكانية اعتباره منطقاً للمعرفة الدينية وميزاناً لفقه الدين كلّه لا الفقه بمعناه المصطلح، فكما أنّ علم المنطق مقياس التفكير الصحيح في المعارف البشرية، كذلك علم الأُصول فهو منطق الأفكار والمعارف في فضاء العلوم ذات الصلة بالدين، وهو معيار لصحة وسقم الاستدلالات المستخدمة في العلوم الدينية.
وكثير من البحوث الأولية لهذه العلوم ذات علاقة وثيقة بعلم الأُصول، ففي التفسير بحوث من قبيل حجية ظواهر الكتاب المجيد وحجية التأويل، وموارد النزول، وحجية القراءات السبع، وثبوت النسخ، ونسبة حجية القرآن إلى حجية السنة، فهذه جميعاً ممَّا يمكن دراستها بآليات أُصولية.
ويُعدُّ بحث حجية العقل النظري والعملي والشؤون ذات الصلة بها، وبحث الإدراكات وطرقه جميعها في علم الكلام من بركات القواعد الأُصولية.
وفي الفوائد الرجالية من علم الرجال توجد بحوث أُصولية مهمة من قبيل منشأ حجية قول الرجالي، وحجية قرائن وأمارات التوثيق.
كما نشهد بحوثاً أُصولية في بحوث تاريخ الإسلام، من قبيل حجية قول وعمل سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ وكيفية التعارض وترجيح أقوال رواة التاريخ والسير والغزوات وكيفية حلّ التعارض.
يُعدُّ الكشف والمشاهدة في العرفان من آليات المعرفة ولهما دور مهم في المعرفة التوحيدية والنبوية والولائية والدرجات الوجودية للإنسان. وفي ذلك نقطة تحظى بأهمية