الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق. ( نهج البلاغة ٤: ٩١)      لا ورع كالوقوف عند الشبهة. ( نهج البلاغة ٤: ٢٧)        اليسير من الله سبحانه أعظم وأكرم من الكثير من خلقه وإن كان كلٌّ منه. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)        أخلص في المسألة لربّك فإن بيده العطاء والحرمان. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      بادروا الموت الذي إن هربتم أدرككم، وإن أقمتم أخذكم، وإن نسيتموه ذكركم. ( نهج البلاغة ٤: ٤٦)      
البحوث > الاصولية > المعقولات الثانية في الحكمة المتعالية الصفحة

 المعقولات الثانية في الحكمة المتعالية، قراءة فلسفية
 د. حسين صفي الدين
لمحة تاريخية
 اذا ما استعرضنا تاريخ المعقولات الثانية في الفلسفة الاسلامية، سنجد ان ابن سينا وصدر المتالهين يشكلان منعطفين اساسيين في تكامل صياغة هذه المفاهيم وبلورتها.
يعتبر ابن سينا اول من استعمل مصطلحي المعقول الاول والثاني، ففي الهيات الشفاء بعد ان يعين موضوع العلم الطبيعي والرياضي، يرى ان موضوع علم المنطق هي المعقولات الثانية التي تستند الى المعقولات الاولى ووظيفتها توصيلية، فهي بالاستناد الى المعقولات الاولى تتوصل الى معان اخرى مجهولة(١).
لكن الشيخ لم يلتزم بالتعريف الذي اعطاه للمعقولات الثانية،لانه عندما يعرف الفلسفة الاولى ياتي بمفاهيم يختلط فيهاالمنطقي مع الفلسفي، ويعتبر المفاهيم من قبيل الواحد والكثير،القوة والفعل، الكلي والجزئي، الممكن والواجب من العوارض الخاصة التي تلحق الموجود بما هو موجود(٢).
اذن، استعمل الشيخ مصطلح المعقول الثاني وقصد به المفاهيم المنطقية، وان خلط بين المنطقي والفلسفي باصطلاح الحكمة المتعالية، وقد استمر الخلط وعدم التمييز بينهما عند الفخرالرازي(٣)، والخواجه نصير الدين الطوسي(٤)، والعلامة الحلي(٥)، ليبلغ عدم التمييز بينهما اقصى مداه عند الخواجه الطوسي بالخصوص.
والتفكيك الذي نشهده اليوم انما ينبع من معين الحكمة المتعالية، فلمؤسسها صدر المتالهين الكثير في هذا الميدان، وكذلك لشارحي الحكمة المتعالية واتباعها كالحكيم السبزواري والعلامة الطباطبائي.

 ١- الشفاء الالهيات، ابن سينا: ١٩.
٢- المصدر السابق: ٢٢.
٣- المباحث المشرقية، الفخر الرازي: ٢٠٦.
٤- شرح التجريد، الخواجة نصير الدين الطوسي: ٦٥ آ٧٢.
٥- الجوهر النضيد، العلامة الحلي: ٢١٢.