الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)      كن سمحاً ولا تكن مبذراً، وكن مقدراً ولا تكن مقتراً. ( نهج البلاغة ٤: ١٠)      ثمرة التفريط الندامة. ( نهج البلاغة ٤: ٤٣)      أصلح مثواك ولا تبع آخرتك بدنياك. (نهج البلاغة ٣: ٣٩)      من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذاك الأحمق بعينه. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )     
البحوث > الاصولية > قاعدة التسامح في أدلة السنن الصفحة

قاعدة التسامح في أدلة السنن
الشيخ سهيل السهيل
أولاً: تاريخ المسألة
حسب المصادر الموجودة والمتوفرة لدينا فإنّ هذا البحث لم يذكر بهذا العنوان إلا في عصر المتأخرين, وأول من صرح بذلك هو الشهيد الأول ـ رضوان الله عليه ـ قال في (الذكرى): (إن أخبار الفضائل يتسامح فيها عند أهل العلم)(١).
وقال ابن فهد الحلي: (فصار هذا المعنى مجمعاً عليه عند الفريقين)(٢).
وأشار لذلك البهائي فقال: (وقد شاع العمل بالضعاف في السنن وإن اشتهر ضعفها ولم ينجبر)(٣).
ثم بعد ذلك أخذ البحث يتوسع شيئاً فشيئاً في هذا المسألة بين رافض للمسالة ومؤيد لها, والذي يستفاد من تعبير البهائي أنّ هذه المسالة ومؤداها كان معروفاً ومشهوراً بين الأصحاب, فالمسألة في روحها ليست جديدة لكن التسمية متأخرة.
وهذا ما له شواهد في كلمات بعض المتقدمين ويظهر ذلك مثلاً من بعض الفتاوى عند العلامة الحلي ـ عليه الرحمة ـ مثل ذهابه إلى استحباب المقام على تجارة معينة إذا ربح فيها، واستحباب التحول عنها إذا خسر فيها، واستحباب قلة الربح إلى آخره، حيث اعتمد المؤلف على روايات ضعيفة في المسائل المشار إليها(٤).

(١) ذكرى الشيعة ٢: ٣٤.
(٢) عدة الداعي: ١٠.
(٣) الحبل المتين: ٥.
(٤) منتهى المطلب ١: ٧٠ المقدمة.