أخلص في المسألة لربّك فإن بيده العطاء والحرمان. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      من أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه. ( نهج البلاغة ٤: ٢٠)      اللسان سبع إن خلي عنه عقر. ( نهج البلاغة ٤: ١٥)      لا يَصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده. ( نهج البلاغة ٤: ٧٤)      لن تقدّس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتع. ( الرسول صلى الله عليه وآله وسلم). ( نهج البلاغة ٣: ١٠٢)      
البحوث > الرجالية > الإمامة المعجزة الصفحة

الإمامة المعجزة
الإمام الهادي نموذجًا
الشيخ حاتم إسماعيل
مقدمة
من المسائل الهامة والمثيرة للتساؤل، في قضية الإمامة، خصوصًا بالنسبة للأئمة المتأخرين (عليهم السلام)، مسألة تولي الإمام شؤون الإمامة، وهو في سن صغير جدًا، وقد بدأت هذه الظاهرة مع الإمام التاسع من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وهو الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام)، والذي تولى شؤونها ولم يتجاوز الثماني سنوات، وتلاه مباشرة، في هذه الظاهرة، ولده الإمام علي الهادي (عليه السلام)، الذي تولى الإمامة وهو في السادسة من عمره الشريف، ثم أعيدت الكرة ثانية مع الإمام الحجة (عجل الله فرجه)، الذي ورث الإمامة وهو في الخامسة من عمره الشريف، دون أن ننسى الإمام العسكري (عليه السلام)، الذي تولى الإمامة بعد أبيه الهادي (عليه السلام)، وهو في سن الرجولة، أي وهو في الثالثة والعشرين من عمره الشريف، الأمر الذي يشكل خرقًا لما يبدو وكأنه قاعدة لدى الأئمة المتأخرين.
والملاحظ في هذه الظاهرة أمران جديران بالتأمل، والوقوف عندهما:
 أحدهما: توليهم وهم في سن الطفولة.
والآخر: أن اللاحق تولى الإمامة وسنه دون سن السابق.

الطفولة والإمامة
أما الأمر الأول: فإن المتعارف من سيرة الناس عبر التاريخ، أنهم لا يولون كبير أهمية لصغار السن على العموم، ويرونهم قاصرين عن تولي المناصب العالية، والمهام الخطيرة، ويسعون جهدهم لإزاحة من هم أصغر سنًا منهم، سواء كان ذلك بحق أم بغير حق.