الجئ نفسك في الأمور كلّها إلى الهك فإنّك تلجئها إلى كهف حريز ومانع عزيز. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      العلم وراثة كريمة والآداب حلل مجددة والفكر مرآة صافية. ( نهج ٤: ٣)      عاتب أخاك بالإحسان إليه، واردد شره بالإنعام عليه. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)      الحدة ضرب من الجنون، لأنّ صاحبها يندم، فإن لم يندم فجنونه مستحكم. ( نهج البلاغة ٤: ٥٦)      العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى. ( نهج البلاغة ٤: ٨٠ )      
البحوث > الرجالية > رجال الشيخ البهائي الصفحة

رجال الشيخ البهائي
الشيخ محمد تقي محمد جواد الفقيه
تعد الكتابة واحدة من أهم الوسائط في نقل الفكرة وإفهامها للآخرين، فبواسطتها تعارفت الشعوب وتواصلت فيما بينها وتبادلت الفنون والمعارف.
وقد كان للكتابة أساليب ونُظُمٌ استعملها الإنسان في بداية أمره لإيصال أفكاره إلى أخيه الإنسان، ومن هذه النظم : الكتابة الصورية، والمسمارية، والرمزية، والمقطعية، إلى أن ابتُكرت الكتابة الأبجدية.
وقد عُرِّفتِ الكتابة بأنها الشكل المصوّر المقابل للكلام، أي أنها تثبيت اللغة المحكية بشكل دائمي أو شبه دائمي.
وقد قيل : لولا الكتابة لما وجدت الثقافة، وعرفت بأنها العقل المتنقل(١).
ثم إن الكتابة تختلف باختلاف أصل الفكرة والموضوع، فمتى ما كانت الفكرة سهلة وواضحة كانت الكتابة على مقتضاها يسيرة سهلة أيضًا، أما إذا كانت الفكرة بعيدة الغور عميقة المعنى كبعض النظريات العلمية العامة فإن طرحها وبيانها قد يحتاجان إلى صفحات عدة بل ربما إلى مجلد كامل، وهنا يظهر امتياز الكاتب القدير عن غيره من سائر الكُتّاب في إيجازه الصورة مع بقاء المضمون كما هو من غير إخلال بالمعنى. وأهل هذا المنحى في إيجاز الكتابة قلة قليلة كما هو واضح للمتتبّع(٢).
ومن هنا نرى أن بعض كتب الأنساب اختصرت بأوراق قليلة، بل في بعض الأحيان بورقة واحدة، وهي ما يسمى بمشجرة الأنساب، وموضوع بحثنا مشابه لهذا، حيث نعرض فيه مشجرة في علم رجال الحديث لشيخنا البهائي اختزلها بورقة واحدة.

الشيخ البهائي ومشجرة الرجال
من الأفذاذ الذين يفخر بهم تاريخنا وحاضرنا (الشيخ بهاء الدين محمد بن حسين العاملي الجبعي قدس سره) والذي عرف بإبداعه الفكري في شتى العلوم، ويكفي تدليلاً على ذلك

(١) د. ديرينجر. كتاب الكتابة. ص ٩.
(٢) فمما رأيته مثلاً : صفحة واحدة مخطوطة، وقد ضمّت تعبيرًا لكل أنواع المنامات مرتبًا على أحرف الهجاء بطريقة معينة.