رب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة. ( نهج البلاغة ٤: ٩١)      كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم فإنّه يتسع. ( نهج البلاغة ٤: ٤٧)      ربّ قولٍ أنفذ من صول. ( نهج البلاغة ٤: ٩٤)      الوفاء لأهل الغدر غدر عند الله، والغدر بأهل الغدر وفاء عند الله. ( نهج البلاغة ٤: ٥٧)      كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      
المكتبة > القرآن > تفسير القرآن > جامع البيان في تفسير آي القرآن الصفحة

جامع البيان عن تأويل آي القرآن
تأليف أبي جعفر محمد بن جرير الطبري
المتوفي في ٣١٠ ه‍.
قدم له الشيخ خليل الميس
ضبط وتوثيق وتخريج صدقي حميد العطار
الجزء الثالث والعشرون
دار الفكر للطباعة والنشر والتوريع
جامع البيان عن تأويل آي القرآن
وما أنزلنا على قومه من بعده من حند نمن السماء
إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون
يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا
ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا
وآية لهم الارض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون
ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون
سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن أنفسهم
وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون والشمس
والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي
وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم
وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم
وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا
ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين
ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون
ونفخ في الصور فإذا هم من الاجداث إلى ربهم ينسلون
فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم
هم وأزواجهم في ظلال على الارائك متكئون لهم فيها فاكهة
وامتازوا اليوم أيها المجرمون ألم أعهد إليكم يبني آدم أن
ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون هذه جهنم
اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا
ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون
ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون وما علمناه الشعر
أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم
ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون واتخذوا من دون الله
لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون فلا يحزنك قولهم
أولم ير الانسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم
الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فإذآ أنتم منه
إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
سورة الصافات
والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا
فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من
وإذا ذكروا لا يذكرون وإذا رأوا آية يستسخرون
وقالوا إن هذا إلا سحر مبين أإذا متنا وكنا ترابا
وقالوا يويلنا هذا يوم الدين هذا يوم الفصل الذي كنتم
احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله
وقفوهم إنهم مسئولون ما لكم لا تناصرون بل هم اليوم
قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين قالوا بل لم تكونوا
فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون فأغويناكم إنا كنا غاوين
إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون
إنكم لذائقو العذاب الاليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون
فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف
وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون فأقبل بعضهم
قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول أإنك لمن
فاطلع فرآه في سوآء الجحيم قال تالله إن كدت لتردين
أفما نحن بميتين إلا موتتنا الاولى وما نحن بمعذبين إن
أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين
ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ثم إن مرجعهم
ولقد ضل قبلهم أكثر الاولين ولقد أرسلنا فيهم منذرين فانظر
ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ونجيناه وأهله من الكرب العظيم
سلام على نوح في العالمين إنا كذلك نجزي المحسنين إنه
وإن من شيعته لابراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم إذ
فما طنكم برب العلمين فنظر نظرة في النجو فقال إني
فراغ عليهم ضربا باليمين فأقبلوا إليه يزفون قال أتعبدون ما
قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم فأرادوا به
فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعي قال يبني إني
فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت
وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه في الآخرين سلام على إبراهيم
وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن
ولقد مننا على موسى وهارون ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم
وآتيناهما الكتاب المستبين وهديناهما الصراط المستقيم وتركنا عليهما
وإن إلياس لمن المرسلين إذ قال لقومه ألا تتقون أتدعون
وإن لوطا لمن المرسلين إذ نجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا
وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون
وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم
فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم
وأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين
أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ألا إنهم من إفكهم
أصطفى البنات على البنين مالكم كيف تحكمون أفلا تذكرون أم
وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون
فإنكم وما تعبدون مآ أنتم عليه بفاتنين إلا من هو
وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون وإن كانوا ليقولون لو
فكفروا به فسوف يعلمون ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم
فتول عنهم حتى حين وأبصرهم فسوف يبصرون أفبعذابنا
وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون سبحان ربك رب
سورة ص
ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق
كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص
وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب
وانطلق الملا منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا
أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من
أم لهم ملك السماوات والارض وما بينهما فليرتقوا في الاسباب
كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الاوتاد وثمود وقوم
وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق
اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود ذا الايد إنه
وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب إذ دخلوا على
إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة
قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من
فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب يداوود
وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين
ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب إذ عرض عليه
فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين
واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب
ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لاولي الالباب
واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الايدي والابصار إنآ
واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الاخيار هذا ذكر
جنات عدن مفتحة لهم الابواب متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة
وعندهم قاصرات الطرف أتراب هذا ما توعدون ليوم الحساب إن
هذا وإن للطاغين لشر مآب جهنم يصلونها فبئس المهاد هذا
قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في
وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار
قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد
قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ما كان لي
إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا
قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي
قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم
قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم قال فبعزتك
قال فالحق والحق أقول لاملان جهنم منك وممن تبعك
إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين
سورة الزمر
تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم إنآ أنزلنا إليك الكتاب
إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار لو أراد
خلق السماوات والارض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار
خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم
إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر
وإذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا
أمن هو قانت آنآء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا
قل يعباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه
قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين وأمرت
قل الله أعبد مخلصا لديني فاعبدوا ما شئتم من دونه
لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك
أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار
ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع
أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه
الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود
أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا
فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو
ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم
ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل