الحرية في الاسلام
ولي أمر المسلمين: السيد علي الخامنئي
من حديث لولي أمر المسلمين وقائد الأمة الإسلامية سماحة آية اللّه العظمى السيد علي الخامنئي ـ مد ظلّه ـ في جمع من مسؤولي وأساتذة وطلبة جامعة إعداد المعلمين في طهران وذلك بتاريخ ١١ جمادى الاولى ١٤١٩ هـ. ق.
أكثر ما كنت ارغب فيه أن أكون اليوم بينكم، ولم أكن عازماً على إلقاء موضوع ما على أسماعكم بالضرورة. كنت أرى أن بإمكاني قضاء ساعة بينكم نمضيها في سماع أسئلتكم والإجابة عليها، وهو أمر يبعث في نفسي الارتياح.
ولكن بدا أن أعرض على أسماعكم موضوعاً فيه فائدة تتناسب مع الوضع الحالي في البلد، ودوّنت لهذا الغرض مجموعة ملاحظات أُلقيها في ما يلي على حضراتكم إجمالاً.
يحظى موضوع الحرية اليوم باهتمام من الصحافة وأصحاب النظر، وهذه ظاهرة مباركة طبعاً، إذ إننا كنا نترقب منذ أمد بعيد أن تخضع المباحث الأساسية للثورة للنقاش وتبادل الآراء والأفكار، كما أن هذه الظاهرة تناولت أيضاً بالبحث والنقاش جوانب مختلفة أُخرى. والمسألة المطروحة على بساط البحث اليوم هي مسألة الحرية.
إنني أطالع قليلاً أو كثيراً ما يكتب وما يُقال، واستفيد منه أحياناً، ولاحظت أن الآراء متضاربة والجميع لا يكتبون في اتجاه واحد، بل يطرحون آراء متعارضة تجد بعضها يحمل شيئاً من الصحّة والصواب لدى كلا الطرفين.
ويا حبذّا لو يتواصل هذا الحوار، ويا حبذّا لو يتحفّز أصحاب النظر لإثارة مثل هذه المباحث الأصولية في الصحافة; من أجل إغنائها وإخراجها من حالة السطحية وتحويلها إلى صحافة ذات مضامين توجيهية، تثير مكامن التفكير والتأمّل لدى أبناء الشعب. ونحن كثيراً ما نؤكد على وجوب تعميق ثقافة الثورة. وأمثال هذه البحوث من مستلزمات تعميق هذه الثقافة.
ثمّة قضيتان مطروحتان بشأن مفهوم الحرية، إحداهما وجوب انتهاج مبدأ الاستقلالية، وهو شعار آخر مطروح لدينا، أي أن نفكر على نحو مستقل دون تقليد ولا تبعية. أما إذا سرنا على منهج التقليد وفتحنا مجالنا لتلقي الأفكار الغربية فحسب، في هذه القضية التي تشكل قاعدة للكثير من اهتماماتنا ومجالات تطوّرنا، فنكون قد ارتكبنا خطأً فاحشاً ينعكس علينا بنتائج مريرة.
الحرية في القرآن والسنّة
أُشير ابتداءً أن قضية الحرية واحدة من المفاهيم التي أكد عليها القرآن الكريم وأحاديث الأئمة ـ عليهم السلام ـ مراراً. ومن الطبيعي أن الحرية التي نتحدث عنها هنا لا تعني الحريّة المطلقة، التي لا أعتقد أن أحداً في العالم يؤيّدها أو يدعو إليها.