الثورة الحسينية وأسبابها
السيد محمود الهاشمي
ثورة الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ مدرسة ذات أبعاد وجوانب عديدة فيها كل معاني البطولة والفداء والقيم الرسالية يستطيع الإنسان أن يستخلص من الثورة المباركة ومشاهد هذه الثورة ومراحلها وفصولها يستطيع أن يستخلص كل دروس القيم الإنسانية والرسالية وكل المعاني الخالدة والسامية التي بشرت بها الرسالات الربانية والسماوية، كلّها يستطيع أن يجدها مجسّدة ومطبقة من قبل هذا الإمام العظيم، من قبل أصحابه وأهل بيته، لذلك قلنا: نحن لا نستطيع أن نستوعب كل أبعاد هذه الثورة المباركة وعقولنا وإدراكاتنا أقصر من أن تستطيع أن تلم بكل هذه المعاني والدروس والعبر ولذلك فلابد وأن نقتصر على بعد وجانب من أبعاد هذه الثورة بالمقدار الذي نتمكن منه، وأيضاً بمقدار الفرصة الزمنية التي تساعد عليه، نقتصر على دراسة الوجه الاجتماعي لهذه الثورة والجانب الاجتماعي منها.
المراقبون لهذا الوجه الاجتماعي من حركه الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ والباحثون في هذا الجانب من ثورته، اختلفوا في تفسير وشرح هذا الجانب اختلفوا إلى مذاهب واتجاهات وتفسيرات متعددة ومتباينة وهذا ليس بالغريب، فالشخصية العظيمة يكون هناك اختلاف في تفسيرها وتحديد أبعادها… وكثير من عظماء تاريخ الإسلام وقع هذا الاختلاف بين الباحثين في شخصيتهم وتفسير أعمالهم ومواقفهم.
نحن من أجل أن نحدد موضوعات الحديث في هذا البحث الاجتماعي عن حركة الإمام الحسين عليه السلام، نستطيع أن نعطي فهرسة لأهم الجوانب من دراستنا لهذا الوجه الاجتماعي من ثورة الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ ولا أدري هل سنتوفق لإكمال دراستها في هذه العجالة أم لا.
العناوين عبارة عما يلي :
١ـ دراسة دوافع الثورة الحسينية وأسباب هذه الحركة التي قام بها الإمام الحسين ـ عليه السلام.
٢ـ دراسة طبيعة الثورة.
٣ ـ دراسة مراحل الثورة.
٤ ـ آثار الثورة ونتائجها.
دوافع الثورة الحسينية
هذه أهم الفصول التي لابد للباحث الاجتماعي والتاريخي لقضية الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ أن يتعرض لهذه الفصول ويعطي النظرية الصحيحة لكل فصل منها ويدعمها بالشواهد والأدلّة والأرقام التأريخية.
نبدأ الآن بالفصل الأول: ماذا كانت دوافع الثورة الحسينية؟ وماذا كان يستهدف الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ من خلال عمليته هذه من الناحية الاجتماعية، وفي الوجه الاجتماعي، وعملية التغيير