كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم فإنّه يتسع. ( نهج البلاغة ٤: ٤٧)      ظلم الضعيف أفحش الظلم. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      الحدة ضرب من الجنون، لأنّ صاحبها يندم، فإن لم يندم فجنونه مستحكم. ( نهج البلاغة ٤: ٥٦)      أهل الدنيا كركب يسار بهم وهم نيام. ( نهج البلاغة ٤: ١٥)        بئس الطعام الحرام. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      
البحوث > المتفرقة > اسباب قسوة القلب الصفحة

أسباب قسوة القلب: رؤية إسلامية
الشيخ حسين علي المصطفى
ما هي أسباب قسوة القلب؟ وكيف نعالج صاحب القلب القاسي؟
ربما تكون الإجابة على هذه التساؤلات لا تتعدى بضع سطور أو بضع كلمات، ناتجة عن حفظ لبعض الروايات، أو حفظ لبعض المواقف التي تعكس تجارب الإنسان في الحياة..
ليس المهم أن نحفظ كمّاً من الروايات والمواقف، كثيرة كانت هذه الروايات والمواقف أو قليلة، بقدر ما هو الأهم من ذلك كله، وهو تجذّر الحالة الإسلامية الواعية في ضمير كل مسلم، فقسوة القلب موضوع شائك، وله جذوره التربوية والاجتماعية، وهو سلوك منحرف عن الطبيعة السوية للإنسان، حيث تنحرف بالشخصية إلى زاوية تعاملية باردة لا مبالاة فيها بشعور الآخرين، أو تخلق جواً من العفن النفسي ـ إن صحّ التعبير ـ بسبب شعور الإنسان بكثير من الاضطرابات على مستويات عديدة، ولكي نسيطر على الموضوع بصورة جادة وموضوعية، لا بدّ أن نتحرك في ضمن النقاط التالية:
أولاً: ما هي القسوة؟
القسوة كما فسرها اللغويون الشدة والغلظة، وهذه الشدة والغلظة تتصاعد في منحنيات عديدة، فإنها تتصاعد نتيجة الخطأ التربوي، وتتصاعد نتيجة الأيديولوجيات الخاطئة، وتتصاعد نتيجة الاحباطات النفسية أو البيئية المحيطة بالإنسان، وتتصاعد نتيجة العوامل الاقتصادية ...
وقد عرضت القسوة في المنحى القـرآني بأنّه: غِلَظ القلب، ونرى هـذا الاستعمال بقوة في قوله تعالى:(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً)(١)، وقوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ الله)(٢).
إنّ بعض العلماء والمفكرين الإسلاميين، تحركوا ضمن حدود جانبية فيما يتعلق بعلاقة القلب والقسوة، فالسيد عبد الحسين دستغيب ركز في صفات القسوة على جوانب(٣)، وهي:
١ـ القاسي هو الذي لا يخضع للحق ولا يخشع أمامه، أي لا يصبح ذليلاً منقاداً له ومسلماً.
٢ ـ لا يظهر عليه الخشوع أمام الحق.
٣ ـ النصيحة والتحذير لا تتركان أثراً عليه.
٤ ـ لا تؤثر فيه المشاهد التي تدعوا للرقة كتأوه المظلوم، أو شكوى اليتيم، أو عجز الضعيف، بحيث يتصرف حيالها كمن لم يرَ ولم يسمع.

(١) البقرة: ٧٤.
(٢) الزمر: ٢٢.
(٣) القلب السليم: ج ٢ ص ٣٣.