المفاصل الرئيسية لقضية الإمامة من خلال حديث الإمام الصادق عليه
السلام
عز الدين سليم
مقدمة
نتناول في هذا البحث المتواضع قضية الإمامة الشرعية بعد النبي صلى الله عليه وآله، وطريقة الإمام جعفر بن محمد الصادق ـ عليه السلام ـ في تناولها وعرضه لها.
لقد مثّل مفهوم الإمامة عند عامة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ قضية مركزية في حركة الاسلام التاريخة، وليس لدى الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ فحسب، إلاّ أن الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ كان من اكثر ائمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ اثارة وبلورة لهذه القضية بحكم الظروف الموضوعية التي عاشها، والتي مكنته من أن يطرح كثيراً من مفاهيم الاسلام الحنيف علانية بعد أن حاربتها السياسات الزمنية قبل عصره وفي عهده.
على أن الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ كان قد واصل مسيرة أبيه الإمام محمد بن علي في نشر المعرفة بعد أن بقر ذلك الإمام العظيم بطون العلم بقراً(١) وأخرج غوامضه، وافاض حقائق العلم النبوي على دنيا الانسان. وسيكون هذا البحث المتواضع حول الإمامة الشرعية بعد النبي صلى الله عليه وآله، في ضوء ما قدمه امام المسلمين جعفر بن محمد الصادق ـ عليه السلام ـ من احاديث وافكار طفحت بها كتب المسلمين، ودوّنها المولعون بحفظ احاديث أهل البيت عليهم السلام، وسيسير بحثنا هذا متدرجاً حسب العناوين التالية(٢):
١ ـ مهمة الإمام عليه السلام
من خلال استقراء سريع لاحاديث ائمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ حول حيثيات الإمامة وشروطها وآفاقها العظيمة، نجد الإمام أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق ـ عليه السلام ـ يسلط اضواء كاشفة على حقيقة المهام الكبرى التي ينهض بها الإمام الحق في دنيا المسلمين، مع ما يتمتع به من صفات رفيعة تؤهله للنهوض بهذه الاعباء الثقيلة.