من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه. ( نهج البلاغة ٤: ١٠٦)        رب قريب أبعد من بعيد، ورب بعيد أقرب من قريب. ( نهج البلاغة ٣: ٥٥)      أهل الدنيا كركب يسار بهم وهم نيام. ( نهج البلاغة ٤: ١٥)        أخلص في المسألة لربّك فإن بيده العطاء والحرمان. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)        بادر الفرصة قبل أن تكون غصّة. ( نهج البلاغة ٣: ٥٣)      
البحوث > المتفرقة > المرأة ومهمة التبليغ الإسلامي الصفحة

المرأة ومهمة التبليغ الإسلامي
أم صادق الجزائري
نظرة عامة عن التبليغ النسوي
إن التبليغ النسوي لا يخرج عن الإطار العام للتبليغ الذي هو في حقيقته تبيان دين الله، وإيصال الحقائق للناس باسلوب واضح ومُيسّر، لكي يتحركوا في كل المواقع من أجل أن ينطلق الإسلام إلى الحياة فكراً يوَجّه، وشعوراً يوحي، وقانوناً ينظّم، وحكماً يفرض السيادة الالهية الكاملة على كل مراكز الحياة، في إطار تشريعي شامل يتحرك من القرآن والسنة لنشر الخصب والنماء في كل مواقع الحياة.
امتاز الانسان بأنه كائن عاقل ناطق يستطيع أن يُعبّر عمّا في نفسه، ويبين للآخرين مايريد بيانه بدقة وتأثير فعال في نفوسهم وعقولهم وكسب العواطف والمشاعر، وتوجيه الرأي العام والإرادة البشرية عن طريق المخاطبة والتحدث، وتصوير الحقائق، والتعامل مع مشاعر الناس وعواطفهم وأحاسيسهم الوجدانية ومخاطبة عقولهم.
إن معرفة الانسان لهذا العالم هي عبارة عن مجموعة من صور الحقائق التي تحصل لديه عن طريق الادراك له، وما فيه من حقائق الطبيعة والانسان والحيوان والنبات، وما يشير إليه هذا العالم الرحب الكبير، وما ينطق به هذا الوجود من عظمة خالقهِ وقدرة صانعهِ وجمال مبدعهِ.
وحين تعجز الحواس عن ادراك تلك الحقائق واكتشاف وجودها تقوم الأخت المبلغة بدور الوسيط الذي ينقل الافكار والمعاني والمعارف لهذا الانسان.
لقد ساهمت المبلغة في تطوّر الانسان المدني والحضاري، ونمو معارفه ورقي حياته وبناء مجتمعه، وتعريفه بخالقه وبعوالم الغيب والحقائق غير المحسوسة لديه.
الهدف الأساسي للمبلّغة المؤمنة
التبليغ هو إحدى البركات الإلهية للانسان، فإذا تمكن البعض من تبليغ دين الله وتوجيه حياة الناس بشكل صحيح يُعدّ ذلك حتماً من البركات الالهية، والهدف الاساسي من التبليغ هو معرفة دين الله من خلال الخطاب الالهي، وهو القرآن الكريم باعتباره المصدر الإسلامي الاصيل لفكر الإسلام وشريعته، فهو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو الكلمة الفاصلة في كل ما يريده الله وما لا يريده، وهو الحقيقة الفاصلة الحاسمة التي لا يرقى إليها الشك: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتّقين)(١)، فعلى الأخت المبلغة أن تجعل القرآن الكريم الاساس المطلق، والمصدر الأول لمهمتها التبليغية، وتقوم بدراسته دراسة واعية لمعرفة كل القضايا، ابتداءً من فكر وجود الله، ووحدانيته، إلى الاحكام الشرعية.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(١) البقرة: ٢.