دروس في علم الاقتصاد
الشيخ نوري حاتم
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرىَ اللهُ عَمَلكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ) التوبة: ١٠٥.
(وَلَوْ أنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ) الأعراف: ٩٦.
المقدمة
لقد برهنت التّجارب السياسيّة التي خاضتها الأمّة الإسلاميّة على امتداد هذا القرن على فشل جميع الأنظمة السياسيّة التي لا تعتمد الإسلام أساساً في الحكم في قيادة المجتمع، وفي تحقيق العدل والأمن، والرفاه لأفراده. والسبب في ذلك هو خواء تلك الأفكار وسطحيّة اُسسها السياسيّة، والحساسيّة الخاصّة التي يشعر بها الفرد والمجتمع المسلم تجاه تلك النظم والأفكار التي تجرّد الدين عن محتواه الحقيقي، وتحصره في نطاق ضيّق وزمان أضيق من حياة الفرد.
وانطلاقاً من ذلك بدأت الأمّة الإسلاميّة مرحلة الانفتاح على الإسلام بوصفه النظام السياسيّ الذي يتيح لها تحقيق أهدافها في الاستقلال والأمن، وفي تنمية الإنتاج وتوزيع الثروة توزيعاً عادلاً، فبرزت الحاجة إلى تحديد نظم الإسلام في الحقل الاقتصاديّ، وبيان قوانينه في قضايا الإنتاج والتوزيع والاستهلاك، وفي سائر الأنشطة والمعاملات الاقتصاديّة؛ من أجل تطبيقها في هذه المجالات.
وهذا الكتاب يتناول الموضوعات الاقتصاديّة والنظام الاقتصاديّ الإسلاميّ، ومواقفه وأفكاره في هذا الميدان الحيويّ، وبهذا يساهم في رفع مستوى الوعيّ الحضاريّ الضروري لخوض مرحلة البناء السياسيّ والاقتصاديّ على أساس الإسلام.
وينبغي أن نشير إلى أنّنا لم نذكر مصادر الكتاب في هوامش الصفحات بل ذكرناها في آخر الكتاب؛ لأنّ الكتاب وضع أساساً لغرض التدريس، وذكر المصادر في الهوامش يشوش استرسال الطالب مع البحث.
نوري حاتم
٢٥/١٠/١٤١٣ قم المقدسة
الفصل الأوّل: مبادئ وتعاريف أساسيّة
تعريف علم الاقتصاد
برزت تعاريف عديدة لعلم الاقتصاد، فقد عرّفه أرسطو بأنّه: (علم إدارة البيت). وعرّفه آدم سميث بأنّه: (بحث وتحليل حقيقة ثروات الأمم وأسباب وجودها).