البداء في كفّة الميزان
شبهة ورد
الشيخ محمد هادي معرفة
موضعه من صفات الجمال والجلال(١)
وبعد:
فالبداء من صفاته تعالى امتداد عريض لصفات العلم والقدرة والتدبير، امتداداً فيما لا يزال، وأنه تعالى يتصرّف في خلقه ما يشاء وفق حكمته في الإبداع والإيجاد (كل يوم هو في شأن)(٢)، (فعّال لما يريد)(٣)، (يخلق ما يشاء وهو العليم القدير)(٤).
وأيضاً هو دحض صريح لشبهة يهودية زعمت أنّ يد الله مغلولة، وأنه جفَّ القلم بما رقم(٥) (غلّت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء)(٦)، (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب)(٧)، (يزيد في الخلق ما يشاء وهو على كل شيء قدير)(٨).
الامر الذي اوجب تفخيم شأن البداء في صفات جلاله تعالى وجماله، وتنزيه ساحة قدسه عما يقول الظالمون.
ففي الحديث عن الامام جعفر بن محمد الصادق ـ عليه السلام ـ بإسناد صحيح قال: ((ما عُظّم الله بمثل البداء)) أو ((ما عبد الله بشيء مثل البداء))(٩).
وروى الشيخ بإسناده إلى هشام بن سالم عن الامام ابي عبد الله الصادق ـ عليه السلام ـ في قوله تعالى: (وقالت اليهود يد الله مغلولة...) قال: ((كانوا يقولون: قد فرغ من الأمر))(١٠).