إذا أضرت النوافل بالفرائض فارفضوها. ( نهج البلاغة ٤: ٦٨)      الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)      هلك خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر. ( نهج البلاغة ٤: ٣٦)      لا تظنن بكلمة خرجت من أحدٍ سوءاً وأنت تجد لها في الخير محتملاً. ( نهج البلاغة ٤: ٨٤ )      شتان ما بين عملين: عمل تذهب لذته وتبقى تبعته، وعمل تذهب مؤونته ويبقى أجره. ( نهج البلاغة ٤: ٢٨)      
البحوث > المتفرقة > التبليغ ضمان لاستمرار مسيرة التضحية الحسينية الصفحة

التبليغ ضمان لاستمرار مسيرة التضحية الحسينية
ولي أمر المسلمين آية الله العظمى السيد الخامنئي دام ظلّه
(من كلمة لولي أمر المسلمين وقائد الأمة الاسلامية سماحة آية  الله العظمى السيد علي الخامنئي  ـ دام ظلّه ـ في جمع من العلماء والفضلاء والخطباء وأئمة الجماعة على أعتاب شهر محرّم الحرام لعام ١٤٢٠ هـ).

بقاء الدين حيّ بفضل تضحية الحسين عليه السلام
ان فرصة التبليغ في شهر محرّم الحرام فرصة ثمينة وفريدة، والفضل فيها يعود لسيد الشهداء وأبي الاحرار أبي عبدالله الحسين ـ عليه السلام ـ وأصحابه الغرّ الميامين. لقد بقي أثر تلك الدماء ـ التي أريقت ظلماً ـ خالداً على مدى التاريخ; لأن الشهيد ـ الذي يضع روحه على طبق الاخلاص ويجود بها في سبيل الغايات النبيلة للدين ـ لابد وأن يتّسم بالاخلاص والنقاء. وأيّ مخاتل ومخادع مهما بلغت به القدرة على تطويع اللغة والبيان على اظهار نفسه وكأنّه مناصر للحق، لابد وأن يتراجع عندما تتعرض مصالحه الذاتية لأيّ تهديد، وخاصة إذا كان في ذلك التهديد خطورة على نفسه وأنفس أعزائه، ولا يبدي عند ذلك أيّ استعداد للتضحية والبذل.
وأمّا من يسير على طريق التضحية والفداء ويجود بنفسه بصدق وإخلاص في سبيل الله، كان حقاً على الله أن يكتب له الحياة، إذ انه قال في كتابه الكريم: (ولا تقولوا لمن يُقتل في سبيل الله أموات). وقال أيضاً (ولا تحسبنَّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً). وأحد أبعاد الحياة هو هذه المعالم التي لا يُمحى أثرها ولا ينتكس لواؤها. أجل، انّها قد تبهت الوانها  لمدّة من الزمن بفعل أساليب القهر والعنف التي تمارسها القوى  المتجبّرة المستبدة، إلاّ أن الله تعالى كتب لها البقاء والخلود. وقد  قضت سنّة الله بديمومة سبيل النزهاء والصالحين والمخلصين; فالاخلاص صفة ذات آثار مدهشة، ولهذا بقي الدين حيّاً بفضل تضحية  الحسين بن علي ـ عليهما السلام ـ وبفضل دمه ودماء أصحابه التي أريقت ظلماً وعدواناً.
من غير المرتجى طبعاً أن يقتات جيل ما على مواريث مفاخر ومآثر الأجيال الأخرى، وإذا ما كان هناك مثل هذا الجيل فهو بلا ريب آيل إلى الانحطاط. إذ ما دامت هذه الحركة متسارعة في سيرها يفترض بالأجيال البشرية المؤمنة ان يؤدّي كل منها دوره المطلوب فيها، ولا شك طبعاً في ان دور المؤمنين والمخلصين يختلف باختلاف الأزمان وحسب متطلبات كل عصر; وتلك الادوار على ما فيها من التفاوت تعتبر كلها جهاداً في سبيل الله، لأن الكل فيها معرّضون للبذل والتضحية ومن جملتها التضحية بالنفس; وقد يكون ذلك في ميدان الحرب تارة وفي الحوزات العلمية تارة أخرى، وقد تكون التضحية على غرار تضحية الشهيدين الأول والثاني مرّة، أو قد تكون في الساحة السياسية