رب قريب أبعد من بعيد، ورب بعيد أقرب من قريب. ( نهج البلاغة ٣: ٥٥)      لا ورع كالوقوف عند الشبهة. ( نهج البلاغة ٤: ٢٧)      الطمع رق مؤبد. ( نهج البلاغة ٤: ٤٢)      أكرم الحسب حسن الخلق. ( نهج البلاغة ٤: ١١)        أحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)       
البحوث > المتفرقة > الدعوة الإسلامية ومبانيها الصفحة

الدعوة الإسلامية ومبانيها
ولي أمر المسلمين آية الله العظمى السيد الخامنئي دام ظلّه
من كلمة لقائد الأمة الإسلامية وولي أمر المسلمين آية  الله العظمى السيد علي الخامنئي ـ مد ظلّه ـ باعضاء لجنة تنسيق النشاطات الاعلامية لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
إن الدعوة للاسلام مفخرة، أيّاً كان الشخص الذي يقوم بهذه الدعوة. لقد منَّ الله علينا بفضله إذ جعلنا قادرين على هداية الناس إلى سبيله وتبيين حقائق الدين لمن يجهلها. وأول الدعاة إلى الله، هو ذات الباري تعالى، (والله يدعو إلى دار السلام)، ومن بعده النبي الكريم صلى الله عليه وآله، كأوّل مبلّغ للدين الإسلامي.
إنه لفخر لنا جميعاً أن نضطلع بعمل أمَر الباري تعالى أشرف وأزكى أنبيائه بالقيام به; وذلك هو قوله: (ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). وبفضل هذه الدعوة استطاع الإسلام الانتشار في هذه البقعة الواسعة من العالم.
نحن لدينا أيضاً أُسلوب الجهاد; أعني أُسلوب القوة والسيف، إلاّ إن هذا الاسلوب إنما جُعل من أجل ازالة الموانع في سبيل أن تجد الدعوة الاسلامية سبيلها إلى القلوب. فلم تكن سيوف المجاهدين هي السبب في نفوذ الإسلام إلى أعماق قلوب الناس في هذا البلد الكبير، بل سيوف المجاهدين أزالت الموانع عن طريق الدعوة فقط، وكانت دعوة المؤمنين والمخلصين هي التي رسّخت الإسلام في القلوب; سواء كانت تلك الدعوة باللسان أم بالعمل ((كونوا دعاة الناس بغير ألسنتكم)).
لقد ساروا على هذا النحو يومذاك، ونحن اليوم نرى الإسلام بعد مضي قرون متأصلاً في قلوب أبنائه في البلدان الاسلامية في آسيا وفي افريقيا، إلى درجة أنه ما إن انهار النظام الماركسي الذي عمل سبعين عاماً على هدم أُسس الإسلام والدين، حتى لاحظنا مدى شغف الناس بالاسلام في القوقاز وآسيا الوسطى.
وهذا يعكس مدى قوة الدعوة الاسلامية واقتدار المباني الإلهية والاسلامية وعظمة القرآن وقابليته على تسخير القلوب، والنفوذ إلى أعماق النفوس.
إننا لا نعاني، من أي نقص في هذا المجال; فنحن لدينا القرآن الكريم، وسنّة الرسول الأمين وأهل البيت الطاهرين، وأحكام الإسلام النيّرة. والعالم اليوم متعطّش لهذه المعارف الإلهية السامية.
وكما عجز الفكر الماركسي الالحادي على المدى الطويل عن تقليل شأن المعارف الاسلامية في العالم، ولم تكن له إلاّ جولة أخفق من بعدها، فكذا الحال أيضاً بالنسبة للمباني والثقافة الغربية الحالية التي تقف في مواجهة معارف وأحكام الإسلام في كثير من المواقف والميادين، ولكن على نحو آخر، وعن طريق آخر، فهي أيضاً غير قادرة على الانتقاص من حلاوة معارف الإسلام وأحكامه; فالانسانية اليوم متعطّشة للاسلام.