الإصلاحات: ماهيتها، سبل تحقيقها، أولويتها
ولي أمر المسلمين آية الله العظمى السيد الخامنئي دام ظلّه
من حديث لقائد الأمة الإسلامية وولي أمر المسلمين آية الله العظمى السيد علي الخامنئي ـ دام ظلّه ـ في لقاء لسماحته مع كبار مسؤولي النظام الإسلامي في ايران.
قال الله الحكيم في كتابه (بسم الله الرحمن الرحيم * الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم).
ماهي الإصحلاحات؟
إن الذي بدا لي أن أتحدث فيه اليوم هو كيفية التغلب على العيوب والنقائص والقضاء على مظاهر الفساد، أو بالمعنى الصحيح للكلمة، تحقيق الإصلاح في البلاد. فهذا هو السؤال المهم الذي يستحق أن يشغل أذهان المهتمين بمصير هذه البلاد وهذا الشعب. إن قضية الإصلاحات اليوم هي موضوع الساعة في هذا البلد، وهناك الكثيرون ممن يتحدثون حول الإصلاحات ويعملون على تحقيقها. فما هي الإصلاحات؟ وماهو السبيل لتحقيقها؟ وماهي أولوياتها؟ فهذه كلها قضايا فائقة الأهمية.
وأما القضية الأخرى ذات الأهمية في هذا المجال فهي: ماهو الذي يصبو إليه العدو من خلال دعاياته التي يرفع فيها شعار الإصلاحات؟ إن الإصلاحات من القضايا التي تخص الشعب، فما هو السبب في تركيز وسائل الإعلام العالمية على قضية الإصلاحات في إيران كما تلاحظون؟ إن هذه الدعايات تبثها مراكز لا يمكن لها الزعم بأنها تريد الخير للشعب الإيراني. فهل يعود السبب في وجود الفساد وحالة الكبت وخراب الأوضاع في هذا البلد إلاّ إلى تسلط ونفوذ قوى الاستكبار الانجليزي في المرحلة الأولى والأميركي في المرحلة الثانية؟ وهل يوجد سبب آخر غير ذلك؟ وإلاّ فما هي القوى التي أوجدت الكبت في هذا البلد؟ وماهي القوى التي أقامت الأجهزة الوطنية والحكومية في هذا البلد على أساس الفساد؟ وماهي القوى التي كافحت الأخلاق العامة والإنسانية على مدى خمسين عاماً؟ وماهي اليد التي أوصلت رضا خان إلى سدة الحكم؟ وماهي العناصر التي نفذت انقلاب ٢٨ مرداد؟ ومن هو الذي قام بأسوأ حركة دعائية على مدى أكثر من خمسين عاماً لجعل الجماهير تنقاد نحو الفساد والانحلال والتنكر للمبادئ الأخلاقية والدينية؟ إن شبابنا اليوم لا يتذكرون شيئاً عن صحافة العهد البهلوي، ولكنكم أنتم مازلتم تتذكرون. فمن الذي كان يشجع تلك الصحف الفاسدة، أو الملونة، على حد تعبير أحد المثقفين المسلمين المعروفين؟ ومن الذي كان يموّلها ويعضدها؟ وبمن كانت تقتدي وتتأسّى؟ فهل هناك سوى تلك الأجهزة السلطوية التي جاءت بالنظام البائد وظلت تدعمه بكل وجودها؟!