دور العدالة في التنمية الاقتصادية مقارنة بين الإسلام والغرب(١)
علي المحسني(٢)
معنى العدالة
تستعمل العدالة في الإسلام في خمسة مجالات:
١ ـ التوازن والتعادل اللذان يتصف بهما العالم، والذي سيفقد بدونه استقراره ونظامه، ولن تبقى هناك ضابطة لتشخيص حركته.
٢ ـ مراعاة المساواة وعدم التفرقة. أي مراعاتها في مجال الحقوق، وهي منلوازم العدل.
٣ ـ (العدل اعطاء كل ذي حق حقه)(٣)، أي رعاية حقوق الافراد واعطاء كل ذيحق حقه.
٤ ـ (العدل يضع الامور في مواضعها)(٤)، أي مراعاة الاستحقاقات خلال افاضة الوجود، وعدم الامتناع عن الافاضة.
٥ ـ ولعل التعريف الاخير (العدل يضع الامور في مواضعها) الوارد عن الامام علي ـ عليه السلام ـ هو أفضل التعاريف. وقد ذكر الراغب الاصفهاني بأن معنى (الظلم عند أهل اللغة وكثير من العلماء: وضع الشيء في غير موضعه)، فجعل الظلم في مقابل العدل(٥).
والعدالة بهذا المعنى تشمل العدالة في وضع القوانين، العدالة في الحكم والقضاء، والعدالة في الثواب والعقاب.
وعندما نراجع معاني العدالة المتقدمة نجد هناك ترابطاً وتلازماً بين تلك المعاني أو يوجد بينها عموم وخصوص (باصطلاح أهل المنطق). والخلاصة انها مجموعة واحدة من القيم.
مفهوم التنمية
هناك تعريفان للتنمية:
١ ـ التنمية بمعناها العام المرادف للتكامل البشري، وهي بهذا المعنى مقبولة ومطلوبة في الاسلام، لان التنمية والتطور الحقيقي في الاسلام هو تكامل الانسان وتقربه نحو اللّه تعالى. فالانسان بشكل عام والمسلم بشكل خاص يسعى تلقائياً وفطرياً منذ ولادته نحو التكامل، ويحاول بعمله أن ينتقل من موقعه الى موقع متقدم. يقول الامام علي ـ عليه السلام ـ: ((من تساوى يوماه فهو مغبون))(٦).