صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام. ( الرسول صلى الله عليه وآله وسلم). ( نهج البلاغة ٣: ٧٦)        خير القول ما نفع. ( نهج البلاغة ٣: ٤٠)        المرء أحفظ لسرِّه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      بالإفضال تعظم الأقدار. ( نهج البلاغة ٤: ٥٠)        لا تخاطر بشيء رجاء أكثر منه، وإياك أن تجمح بك مطيّة اللجاج. ( نهج البلاغة ٣: ٥٣)      
البحوث > المتفرقة > الوحدة الإسلامية دراسة في الطرق العملية لتحقيقها الصفحة

الوحدة الإسلامية دراسة في الطرق العملية لتحقيقها
الشيخ مصطفى قصير العاملي (لبنان)
قال تعالى فى محكم كتابه: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون * ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون * ولا تكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم)(١).
هذه الآيات الشريفة وآيات أخرى ليست قليلة وردت في الذكر الحكيم، تدعو المسلمين إلى الالتفاف حول دين الله سبحانه وتعالى، والاعتصام بحبله والتمسك بالكتاب الكريم وما جاء به الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، كما تأمرهم بنبذ الفرقة والاختلاف والحفاظ على الوحدة والائتلاف.
(إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)(٢).
(وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)(٣).
وعلى هذا النهج جرت السنة النبوية الشريفة وسنة الأئمة المعصومين عليهم السلام، فقد ورد عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أنه قال: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))(٤).
وقال: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً))(٥).
وقال: ((من فارق الجماعة شبراً فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه))(٦).
وهذا النص الأخير روي من طرق الشيعة الامامية أيضاً بهذا الشكل: ((من فارق جماعة المسلمين فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه))، قيل يا  رسول  الله ، وما جماعة المسلمين؟ قال: ((جماعة أهل الحق وإن قلّوا))(٧).
من هذه النصوص يتبيّن أن الإسلام دين الوحدة ودين الالفة والمودّة، ودين الاجتماع والتكاتف، وأنه دين أساسه كلمة التوحيد والإخلاص، وأن الناس كلهم عباد الله، (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم)(٨).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(١) آل عمران: ١٠٣ ـ ١٠٥.
(٢) المؤمنون: ٥٢.
(٣) الانفال: ٤٦.
(٤) صحيح مسلم، شرح النووي ١٦:١٤٠.
(٥) صحيح مسلم، شرح النووي ١٦:١٣٩.
(٦) كنز العمال للمتقي الهندي ١:٨٨٦ وفي معناه بألفاظ متقاربة ١:١٠٣٩ ـ ١٠٤٥.
(٧) المجلسي، بحار الأنوار ٢٧:٦٧.
(٨) الحجرات: ١٣.