الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)       كفى بالقناعة ملكاً وبحسن الخلق نعيماً/ نهج البلاغة ٤: ٥١.      من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر. ( نهج البلاغة ٤: ٤٧)      بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد. ( نهج البلاغة ٤: ٤٩)        رب ساعٍ فيما يضرّه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      
البحوث > المتفرقة > البيعة في النظام الإسلامي الأسس والمبادئ الصفحة

البيعة في النظام الاسلامي: الأسس والمبادئ
شهاب الدين الحسيني(١)
من أساسيات المنهج الاسلامي الاعتماد على الامة في إنجاح المسيرة التكاملية لحركة الاسلام الواقعية. والمسؤولية تكليف عام، يشمل الجميع من غير استثناء، فلكل منهم دور محدد يساهم من خلاله فيانجاز المهمات وانجاح سير الاعمال، ومن هنا جاءت البيعة تعبيراًعن توزيع المسؤولية وعن دور الامة في اختيار النظام الاصلح، والحاكم الاصلح لتطبيق المنهج الاسلامي في واقع الحياة. وبالبيعة تشعرالامة بمساهمتها في البناء وفي إرساء دعائم الحكم الاسلامي، وفيتحمل المسؤولية في تنفيذ البرامج الاسلامية.
والبيعة من الوسائل التي استخدمت قبل الاسلام لغرض الزعامةاو توكيدها، وقد اقرها الاسلام واضاف اليها شروطاً وقيوداًمنسجمة مع منهجه في الحياة السياسية.
وللبيعة دور كبير في انطلاقة المسلمين الاوائل لتحقيق الاهداف وانجاز التكاليف، وكانت حالة تطبيقية في اختيار الحاكم الاسلامي او تحقيق حاكميته في الواقع، وقد حرص كثير من الحكام على العمل بها، وان اخلّوا بشروطها الشرعية، باستخدامهم الترغيب والترهيب في انتزاعها من الامة لاضفاء الشرعية على حكمهم، وفي هذا البحث نتطرق الى الاسس الفقهية والتاريخية للبيعة، لنصل الى صورة واضحة عن خصوصياتها النظرية والعملية.
المعنى اللغوي للبيعة
ورد في كتاب العين: ان البيعة هي: (الصفقة على ايجاب البيع)(٢).
وفي لسان العرب (البيعة: المبايعة والطاعة، وبايعه عليه مبايعة: عاهده، وفي الحديث انه ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ قال: الا تبايعوني على الاسلام، هو عبارة عن المعاقدة والمعاهدة)(٣).
وهي معاهدة بين طرفين، ويكون التعهد منهما منصباً على الالتزام بما اتفقا عليه، فقد ورد في تفسير روح البيان: (سميت المعاهدة مبايعة تشبيهاً بالمعاوضة المالية اي: مبادلة المال بالمال في اشتمال كل واحد منهما على معنى المبادلة)(٤).
وهي عهد حقيقي قائم بين طرفين على اسس متفق عليها بينهما.

(١) باحث اسلامي.
(٢) الفراهيدي، ترتيب كتاب العين، قم، مؤسسة النشر الاسلامي، ١٤١٤هـ،ص ١٠٢.
(٣) ابن منظور، لسان العرب، قم، نشر أدب الحوزة، ١٤٠٥هـ، ج ٨، ص ٢٦.
(٤) البروسوي، روح البيان، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط٧، ١٩٨٥،ج ٩، ص ١٩.