الحدة ضرب من الجنون، لأنّ صاحبها يندم، فإن لم يندم فجنونه مستحكم. ( نهج البلاغة ٤: ٥٦)      إذا بخل الغني بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه. ( نهج البلاغة ٤: ٨٨ )     أكرم الحسب حسن الخلق. ( نهج البلاغة ٤: ١١)      الحكمة ضالة المؤمن، فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)      من تذكر بعد السفر استعد. ( نهج البلاغة ٤: ٦٨)      
البحوث > المتفرقة > الإمام علي عليه السلام وحقوق الأقليات الصفحة

الإمام علي (عليه السلام) وحقوق الأقليات
* عميد زنجاني
تشكل النصوص الواردة عن الامام علي (عليه السلام) وسيرته المصدر الاساس للبحث حول حقوق الأقليات الدينية في فكره السياسي، الذي يعتبر تفسيرا ناطقاً لتعاليم الإسلام يوفر إطلالة جديدة من العلم والوعي والفضيلة على الافق الإسلامي الرحيب، لانه فكر مستقى من الوحي وسيرة النبي (صلى الله عليه وآله).


الأخوة الإنسانية
((فإنهم صنفان، إمّا أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق))(١)
يرى الامام علي (عليه السلام) ان ليس لاحد الحق أيا كان أن يستصغر الآخرين أو أن يستهين بهم ?لا يسخر قوم من قوم? ( الحجرات :٢)
فلا ميزان للتفاوت والتفاضل عنده سوى التقوى، فالتمايز المبدئي بين الافراد على اساس التقوى يمثل معيارا لتوزيع الواجبات بينهم، ووسيلة لتحقيق الاهداف الإنسانية السامية، وليس عاملا للتمييز على المستوى المادي، كما أشار الى ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) في قوله: ((أيها الناس ان ربكم واحد وان أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، ?ان أكرمكم عند الله اتقاكم? وليس لعربي على عجمي، ولا لاحمر على أبيض، ولا لأبيض على أحمر فضل إلا بالتقوى))(٢).
وهذا الكلام ينطلق بدوره من مبدأ قرآني يرى ان جميع أفراد الانسان مخلوقون من أب وأم مهما اختلف انتماؤهم وتباينت خصوصياتهم: ?الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء? ( النساء:١) .

(١) نهج البلاغة، عهد الامام الى مالك الاشتر، الكتاب ٥٣.
(٢) من كلام النبي في حجة الوداع، انظر: تحف العقول، ابن شعبة الحراني، ص٢٩.