القناعة مال لا ينفد. ( نهج البلاغة ٤: ١٤)        أحسن كما تحب أن يُحسن إليك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)      إحذروا نفار النعم، فما كل شارد بمردود. ( نهج البلاغة ٤: ٥٤)     إياك والإعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها وحب الإطراء. ( نهج البلاغة ٣: ١٠٨)      من أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه. ( نهج البلاغة ٤: ٢٠)      
البحوث > الرجالية > رجال ابن الغضائري الصفحة

رجال ابن الغضائري
الشيخ جعفر السبحاني
من الكتب الرّجالية المؤلَّفة في العصور المتقدّمة الّتي تعدُّ عند البعض من أمّهات الكتب الرجاليّة، الكتاب الموسوم ب«رجال الغضائري» تارة و«رجال ابن الغضائري» أخرى، وليس هو إلاّ كتاب«الضعفاء» الّذي أدرجه العلاّمة في خلاصته، والقهبائي في مجمعه. ولرفع السّتر على وجه الحقيقة يجب الوقوف على أمور.
وإليك البحث عنها واحداً بعد الآخر:

أ- ترجمة الغضائري
الحسين بن عبيد اللّه بن إبراهيم الغضائري من رجال الشيعة وهو معنى في كتب الرجال بإكبار.
قال النجاشي: «شيخنا رحمه الله له كتب» ثمَّ ذكر أسماء تآليفه البالغة إلى أربعة عشر كتاباً ولم يسمّ له أيّ كتاب في الرجال، ثمَّ قال: «أجازنا جميعها وجميع رواياته عن شيوخه ومات - رحمه الله - في منتصف شهر صفر سنة إحدى عشر وأربعمائة»(١).
وقال الشيخ في رجاله: «الحسين بن عبيد اللّه الغضائري يكنّى أبا عبد اللّه، كثير السماع. عارف بالرجال وله تصانيف ذكرناها في الفهرس، سمعنا منه وأجاز لنا بجميع رواياته. مات سنة إحدى عشر وأربعمائة»(٢) ولكنّ النّسخ الموجودة من الفهرس خالية من ترجمته ولعلَّ ذلك صدر منه - رحمه الله - سهواً، أو سقط من النسخ المطبوعة، ولا يخفي أنَّ هذه التعابير داّلة على وثاقة الرجل. بل يكفي كونه من مشايخ النجاشي والشيخ، وقد ثبت في محلّه - وسيوافيك - أنّ مشايخ النجاشي كلّهم ثقات.

ب- ترجمة ابن الغضائري
 هو أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه، ذكره الشيخ في مقدّمة الفهرس وقال: «إنّي لّما رأيت جماعة من شيوخ طائفتنا من أصحاب الحديث عملوا فهرس كتب أصحابنا وما صنّفوه من التَّصانيف ورووه من الأصول، ولم أجد أحداً استوفى ذلك ... إلاّ ما قصده أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه - رحمه الله - فإنَّه عمل كتابين، أحدهما ذكر فيه المصنَّفات والآخر ذكر فيه الأصول، واستوفاهما على مبلغ ما وجده وقدر عليه، غير

(١)رجال النجاشي: الرقم ١٦٦.
(٢)رجال الشيخ: الصفحة ٤٧٠، الرقم ٥٢.