الإسلام والديمقراطية
دراسة تحليلية لتعامل الإسلام مع النظام الديمقراطي
* فردوس الموسوي
ليست الديمقراطية موضوعاً جديداً، فهي كبقية الأنظمة الوضعية خضعت للدرس والتحليل من قبل علماء الإسلام لمعرفة نقاط التقائها بالإسلام وافتراقها عنه، وخلصوا إلى أن النظرية الإسلامية « تطرح شكلاً للحكم يحتوي على النقاط الإيجابية في النظام الديمقراطي مع فوارق تزيد الشكل موضوعية وضماناً لعدم الإنحراف » . (١ )
ولم يقتصر الأمر على علماء المسلمين، فإن « التحليلات الغربية تناولت الموضوع ومال أكثرها الى تقرير التناقض بين الديمقراطية والإسلام » (٢). غير أننا نسمع صرخات المطالبين بالديمقراطية من الإسلاميين قد تعالت من جديد وانبرت الأقلام تنظّر لعملية جمع بين النظامين اصطلح على تسميته ( الديمقراطية الإسلامية ) أو ( الإسلام الديمقراطي )، والحق أنني لست متحمسة إلى أن تكون هذه النتائج تؤيد هذه التنظيرات الجديدة أم تخالفها. فنحن أبناء الدليل والبرهان وموقفنا من الأحداث لا يصنعه توجه سياسي أو نظرة عاطفية أو تعصب مقيت، بل هو محكوم للحكم الشرعي، يدور مداره رفضاً وقبولاً، غير أن ما لفت نظري ان المطالبين بالديمقراطية والرافضين لها من المسلمين، فأردت من خلال هذه الدراسة البسيطة أن أرى من أي زاوية نظر كلا الطرفين للديمقراطية؟ وما هي أدلة كل منهما رفضا ً وقبولاً؟ وأيٌّ من الأدلة سيصمد بوجه الآخر؟